الأربعاء 9 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السيسى يصافح المُستقبل ويطمئن على الحاضر

السيسى: تجربة مصر فى الحرب والسلام يجب أن يتوقف أمامها الجميع لأنها حققت ما لم تستطع الكثير من الحروب حول العالم أن تنجزه

السيسى يصافح المُستقبل ويطمئن على الحاضر

ثلاثة مشاهد زاخرة بالدلالات والرسائل البليغة، موقعة بعلم الوصول للداخل والخارج، يستقبلها كل من كان لهُ قلب أو ألقَى السمع وهو شهيد.



 

تتعاظم أهمية الدلالات والرسائل فى توقيتها ومضامينها، وبلاغتها، فالوطن أشبه بسفينة تُبحر فى محيط إقليمى ودولى متلاطم الصراعات، تتنامى فيه التحديات والتهديدات على كل المحاور الاستراتيجية ودوائر الأمن القومى، ما يستوجب اليقظة وتمام الجاهزية.

 

لإدراك حجم التحديات، اصعد صارى السفينة، انظر شرقًا، ترى آثار عام من جرائم الإبادة الجماعية الصهيونية فى فلسطين تمتد إلى لبنان، حول نظرك إلى الغرب ترى شروخ الدولة الوطنية الليبية عصية على الترميم، جنوبًا، يقاتل الجيش السودانى ميليشيات تستهدف هدم مؤسسات الدولة، وهناك من طهران تنطلق صواريخ عديمة الأثر على الاحتلال الذى يتهددها برد موجع.

 

انظر إلى البحر الأحمر.. تتعاظم تحديات الملاحة الدولية، بانعكاساتها السلبية على موارد الدخل الوطنية فى قناة السويس، وعلى ضفة باب المندب بالصومال تحديات إضافية للأمن القومي.

 

دعك من الجوار والمحيط الإقليمى، أنت ذاتك عرضة لتهديدات متوالية، تنطلق من هاتفك المحمول إلى عقلك مباشرةً، قذائف تزييف الوعي، من أكاذيب وشائعات تحاصرك، لبث روح اليأس والإحباط والشك فى قدراتك وقيادتك وثوابتك الوطنية.

 

فى ظل كل ذلك تأتى المشاهد الثلاثة مطمئنة على المُستقبل، كفاءة خريجى الكليات العسكرية التى تمد قواتنا المسلحة وشرطتنا بدماء جديدة كل عام، ومدى يقظة وجاهزية وقدرة وكفاءة جيش مصر ومؤسسات الدولة على مجابهة تحديات الحاضر.

 

المشهد الأول: 

 

الزمان: الخميس 4 أكتوبر 

 

المكان: الأكاديمية العسكرية بالقيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة.

 

الحدث: حفل تخريج طلاب الأكاديمية والكليات العسكرية.

 

المشهد الثانى:

 

الزمان: الثلاثاء 8 أكتوبر 

 

المكان: أرض اصطفاف الفرقة السادسة مدرعة بالجيش الثانى الميدانى بالإسماعيلية.

 

الحدث: تفتيش حرب الفرقة السادسة مدرعة.

 

المشهد الثالث:

 

الزمان: الأحد ٦ أكتوبر 

 

المكان: محطة قطارات بئر العبد بشمال سيناء.

 

الحدث: عودة رحلات القطارات من القاهرة إلى بئر العبد بسيناء عبر كوبرى الفردان.

 

أولًا: رسائل ودلالات حفل تخريج طلاب الأكاديمية العسكرية المصرية:

 

لم تخل دقيقة ولا مشهد خلال الحفل من الرسائل البليغة، بما يطمئن على قدرات مصر وعقلها الاستراتيجى.

 

١- المكان: 

 

العاصمة الإدارية الجديدة، مركز القيادة الاستراتيجية للدولة، الأكاديمية العسكرية المصرية.

 

الرسالة: جمهورية جديدة فتية، اتخذت من أسباب القوة والقدرة المادية والعلمية ما يؤهلها لمواكبة تطورات الحاضر وتحديات ومتطلبات القدرة الشاملة للمُستقبل.

 

المضامين:

 

- عاصمة جديدة تحولت من خطط ورؤية إلى واقع معاش، نقلة نوعية لجمهورية جديدة، تتعاظم قدرتها الشاملة، تمتلك مركز قيادة استراتيجيا، هو الأكبر عالميًا، مصمما على أحدث المعايير العالمية، والقدرات التأمينية للبنية التحتية والمعلوماتية والعدائيات، يضاعف قدرة القيادة على إدارة الدولة ومؤسساتها بانسيابية وكفاءة فى أعتى التحديات والأزمات.

 

- تدشين الأكاديمية العسكرية المصرية بالعاصمة الإدارية داخل كيان القيادة الاستراتيجية، بالتزامن مع حفل تخريج دفعة جديدة من الكليات العسكرية، عكست عروضهم أعلى درجات الكفاءة والتأهيل، رسالة مفادها إنجاز أعلى درجات كفاءة الإنسان والبنيان معًا.

 

- الأكاديمية العسكرية المصرية، وكفاءة خريجيها التى عكستها العروض التى قدموها بمهارة وقوة وتنظيم، رسالة مفادها أن جيل انتصار أكتوبر العظيم لم يكن استثناء، بل ينجب شعب مصر على مر الأجيال أبطالا قادرين على حماية الوطن ومقدراته إلى يوم الدين بالعلم والعمل والإرادة والإيمان بما يضخ وسيضخ سنويًا بإذن الله من دماء شابة فى شرايين القوات المسلحة.

 

- العروض التى شهدها الحفل ومشاركة الجيش والشرطة فى طابور العرض، يبعث برسالة أن حماية أمن مصر وحدودها وسلامة أمنها الداخلى مسئولية مشتركة، فشاهدنا محاكاة لعمليات تحرير رهائن مختطفين من إرهابيين، وفى الوقت ذاته قدرات قتالية عسكرية وعروضا جوية، وأعلى درجات الاحترافية لفرق المظلات والقوات الجوية.

 

- تناغم الأسلحة ما بين الحرب الكيماوية والاستطلاع والإشارة وقوات الدفاع الجوى والإسناد الجوى وحماية حقوق الأسرى والجرحى الإرهابيين يبعث برسالة مفادها أن الدول تملك قدرة وقوة رشيدة أخلاقية عقيدتها حماية أمن الوطن وسلامته.

 

٢- التوقيت: 

 

استهلّ اللواء ياسر وهبة افتتاح الحفل بآية قرآنية:

 

 بسم الله الرحمن الرحيم «وَالشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِى لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ.”

 

- ذلك بمناسبة توقيت الحفل الذى بدأ فى السادسة مساءً والشمس فى طريقها لمستقرها، واستمر الحفل إلى التاسعة مساءً مع بزوغ القمر.

 

- الانتقال من عراقة الكلية الحربية بمدينة نصر، إلى آفاق المستقبل بالأكاديمية العسكرية المصرية، وكذا من القاهرة إلى العاصمة الإدارية الجديدة، لمواكبة احتياجات التطور، فلا أفضلية ولا أسبقية بل سنة الله فى التطور، وكل فى فلك الوطن وخدمته يسبحون.

 

٣- رسالة الختام الأهم:

 

لا خوف على المستقبل وشبابنا مؤهل وشعبنا كالبنيان المرصوص 

 

- اصطف أوائل الكليات العسكرية يقدمون للرئيس هدية تذكارية، وكلمة يعاهدون فيها الله والوطن والرئيس على العمل من أجل رفعة مصر.

 

- يفسح كل طالب مسافة بين زميله خريج الكليات العسكرية، ليتقدم أوائل الكليات المدنية حاملين رسالة مماثلة بالعمل والاجتهاد من أجل رفعة الوطن.

 

- بين كل متفوق من الكليات العسكرية يقف متفوق من الكليات المدنية، والعكس، فيتحولون إلى بنيان مرصوص.

 

الرسالة:

 

الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يصافح متفوقين فقط، بل صافح مُستقبل مصر، شبابها المؤهلين علميًا ومهنيًا ومهاريًا، ولم تكن طريقة اصطفافهم إلا رسالة تقول بوضوح.. شعب مصر كالبنيان المرصوص لبناء الوطن والذود عنه.

 

وفى وطن شعبه وجيشه وشرطته بنيان مرصوص، على قلب رجل واحد خلف قيادة حكيمة، تأخذ بأسباب العلم والقوة المادية والبشرية، لا خوف على حاضر ولا قلق على المُستقبل، فهو مشرق بإذن الله.

 

ثانيًا: رسائل ودلالات تفتيش الحرب على الفرقة السادسة مدرعة بالجيش الثانى الميداني:

 

المكان: نطاق الجيش الثانى الميدانى بالاتجاه الشمالى الشرقي، وهو اتجاه يشهد تحديات آنية.

 

التشكيل القتاليّ: فرقة مدرعة 

 

- تعد الفرقة فى الهيكل التنظيمى للجيش، أكبر تشكيل قتالى متكامل، قادر على تنفيذ أكبر المهام العسكرية، ومن ثم تفتيش الحرب على فرقة يعنى الوقوف على مدى الجاهزية والكفاءة، للأفراد والمعدات والأسلحة، لتنفيذ أى مهام تصدر بها تكليفات.

 

- والفرقة هنا نموذج لثلاث فرق يتشكل منها الجيش الميداني، وتحوى ثلاثة ألوية من ذات التخصص، وتشكيلات معاونة من مختلف الأسلحة.

 

- الزمان: الذكرى ٥١ لانتصار أكتوبر المجيد، بالتزامن مع تنامى الصراع فى المنطقة.

 

- الرسالة: 

 

جيش مصر: جاهز- قادر- عقيدته وطنية يمتلك القوة للردع وفرض السلام 

 

ويمكن تفصيل ذلك من رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة:

 

١-  تحتفل مصر بالعمل الجاد والنجاح المبهر الذى حققته القوات المسلحة فى حرب أكتوبر 1973.. إذن الانتصار يتحقق بالعمل الجاد والحفاظ على مكتسباته يتطلب مزيدا من امتلاك مقومات القوة، وهذا الاصطفاف للقوات والآليات ثمرة مواصلة الجهد.

 

كان المشير حسين طنطاوى القائد العام الأسبق للقوات المسلحة يردد: «نستعد اليوم للحرب لمنع اندلاعها غدًا».. وفى العقيدة العسكرية الضعف يحرض على العدوان، وكل نقطة عرق فى التدريب توفر نقطة دماء فى المعركة.

 

٢- كانت فترة النكسة والإعداد لحرب الكرامة، محنة كبيرة عاشها جيش مصر مع فارق الإمكانيات، مقارنة بالمحتل، لكن إرادة القتال لتحرير الأرض فى ذهن كل مصرى وليس الجيش فقط حققت النصر.

 

الرسالة: بالإرادة والعقيدة الدفاعية عن أرضنا وحدودنا انتصرنا رغم فارق القدرات عام 1973، فما بالنا وعقيدتنا راسخة وقدراتنا تنامت.. أشرف مهام الجيوش الدفاع عن حدود الوطن، وردع من تسول له نفسه المساس بالأمن القومى المصري.

 

٣- خيار مصر الاستراتيجى هو السلام، والحرب استثناء، وتنامى قدراتنا العسكرية واليقظة والجاهزية تحمى السلام المختبر على مدار ٥١ عامًا.

 

٤- أثبتت العقود الماضية عبقرية القيادة المصرية فى 1973، ورؤيتها العميقة السابقة لعصرها، استطاعت تجاوز ظروف الحالة التى كانت تمر بها المنطقة من صراع وكراهية وفرضت السلام.. وعلى قيادة الاحتلال الاستفادة من التجربة بإحلال سلام عادل يمنح الشعب الفلسطينى حقه المشروع فى دولة مستقلة عاصمتها القدس.

 

٥- مصر تعزز قدراتها العسكرية لحماية حدودها وأمنها القومى وإحلال السلام، فجيش مصر وطنى عقيدته القتالية، الدفاع عن الأرض والحدود المصرية، والأمن القومى المصرى.. ودون ذلك الدماء.

 

٦- لا توجد لدى مصر  أجندات خفية ضد أحد على كافة محاورنا الاستراتيجية وهدفنا الحفاظ على السلم وحماية أمننا القومى، والحرب لدينا استثناء لفرض السلام.

 

٧- قوة جيش مصر رشيدة، تتسم بالتوازن الشديد، لم تكن يومًا مسار غطرسة فى الأداء أو التصرف خارجيًا أو داخليًا.. 

 

وهنا إشارة داخليًا: إلى انحياز جيش مصر للشعب وحماية الوطن عامى ٢٠١١، ٢٠١٣، وما بذل من دماء وجهد للقضاء على الإرهاب.

 

وخارجيًا: جيش مصر جزء من شعبها، وسياستنا دعم السلام والتوازن الاستراتيجى فى علاقاتنا الخارجية.

 

٨- موقف مصر من القضية الفلسطينية عادل وثابت ورؤيتها واضحة.. وقف فورى لإطلاق النار، تقديم المساعدات وإعادة الإعمار، إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، الحل الوحيد لإحلال السلام وأمن الشعبين الفلسطينى والإسرائيلي.

 

٩- محاربة الفقر والجهل والتخلف هدفنا، والتعاون من أجل التنمية والبناء أفضل كثيرًا من الاقتتال والصراع.

 

١٠- لا خوف ولا قلق على الوطن، وقواته المسلحة تتمتع بالجاهزية والانتباه واليقظة والكفاءة القتالية، أمينة شريفة تتمسك بشرف العسكرية المصرية.

 

بعث الرئيس عبدالفتاح السيسى الشكر للقوات المسلحة قيادة عامة وقيادة الجيش الثانى لميدانى وقيادة الفرقة السادسة مدرعة لما أبدوه من كفاءة وقدرة وجاهزية ويقظة.

 

ما بين ضخ دماء جديدة فى شرايين القوات المسلحة عالية التأهيل والكفاءة وبين التحقق من جاهزية المقاتلين وأسلحتهم ومعداتهم فى عرين الأسود، اطمئنان على الحاضر ومصافحة للمُستقبل المُشرق بإذن الله.

 

ثالثًا: قطار التعمير يعود بعد عقود لسيناء

 

رسالة ثالثة أن يدًا تحمى ويدا تعمر، فالأمن والسلم يتحقق بالتنمية والقوة العسكرية معًا، فلا عمران وتنمية بلا أمن ولا قوة بلا تنمية.

 

الاحتفال بذكرى الانتصار جنى الثمار، تنمية حقيقية فى سيناء، عودة قطارات السكك الحديدية، ليضاف شريان تنموى جديد إلى أنفاق تحيا مصر.

 

الاحتفالات بالانتصار بتعزيز القدرة العسكرية لحماية الأرض التى بذلت فى سبيلها الدماء، والحفاظ على السلام الذى انتزع بالقوة.

 

لقد صافح السيسى المستقبل وطمأننا على الحاضر.

 

حفظ الله مصر قيادة وجيشًا وشعبًا