الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ساعة رولكس

ساعة رولكس






إذا بحثت عن الساعات السويسرية الشهيرة ستجد الساعة الرولكس هى أول ما ستظهر لك فى نتائج البحث.. الجميع يعرفها أو يعرف أنها غالية الثمن.. الكثير يتساءل: لماذا هذا الثمن المرتفع؟ هل لأن بعض مكوناتها مصنوعة من الذهب؟.. مع العلم بأنها صناعة يدوية.. تحتاج للضبط كل عدة أشهر لأنها ليست فى دقة الساعات المصنعة آليا أو الساعات الرقمية المعتمدة على الدوائر الإلكترونية المتكاملة.. إذا ما هوالسبب؟ هل تحتاج لأن تلبس ساعة بآلاف الدولارات لتعرف الوقت؟.. الإجابة ببساطة تدور فى عدة محاور منها: محور الوجاهة.. الموضة.. التقليد.. الإحساس بالفخامة.. إرضاء الذات.. آخر شىء من هذه المحاور هو معرفة الوقت بدقة لأنه ببساطة يمكن معرفته من خلال ساعة سعرها لن يتجاوز العشرة دولارات.. نفس الشىء نراه فى الهواتف الذكية.. أسعار متفاوتة.. عند مراجعة المواصفات الفنية تجد أنها متطابقة بل وفى بعض الأحيان تجد أجهزة من ماركات معينة تباع بأسعار مرتفعة جدا على الرغم من تواضع تلك الإمكانات الفنية.. وبغض النظر عن الجودة والمتانة والاستمرارية.. إلخ.. إلا أن شيئا ما على الجانب النفسى يلعب دورا كبيرا فى الاختيار.
هذا قد يكون مقبولا نوعا ما على المستوى الشخصى.. أن تنفق فى بنود بقيم أكثر بكثير من قيمة المنتج أو العائد منه.. لكن يكون هذا غير مقبول عندما تقوم بذلك الإنفاق غير الرشيد عند قيامك بشراء أجهزة ومعدات وأنظمة فنية لشركتك.. هنا لا بد من وجود اعتبارات متعددة منها المالية والفنية والعائد والمردود والاستمرارية والجودة ومعدلات التطور التكنولوجى والاحتياجات المستقبلية لتطور الأعمال.
الدول المتقدمة وعت هذا البعد بصورة كبيرة.. ليس من المهم أن تحصل على أحدث تكنولوجيا أو اعلاها سعرا ولكن المهم أن تحصل على التكنولوجيا الأكثر مناسبة لك والأكثر فائدة بالتكلفة المعقولة.. التكلفة المباشرة وغير المباشرة.. لا مانع طبعا من الحصول على ساعة رولكس أحيانا أو هاتف ذكى مرتفع الثمن.. ولكن يجب ألا تكون هذه هى الرؤية المستمرة.. وعليه يجب ألا ننظر إلى تجارب بعض الدول التى تنتهج هذا النهج ونصاب بالإحباط.. القضية فى الفاعلية وأن تكون الأدوات مناسبة.. ويجب ألا ننسى أن جزءا كبيرا من أهداف الشركات هو المبيعات.. خاصة المبيعات التى تولد المزيد من الالتزامات والاحتياجات فتتولد المزيد والمزيد من المبيعات.. وتلك قصة أخرى.. وللحديث بقية