متلازمة جينوفيزى
فى مارس 1964 حدثت جريمة قتل فى مدينة نيويورك لفتاة تدعى كيتى جينوفيزى (28 عاما)...حيث طعنها أحدهم وفر هاربا...يقال إن 37 أو38 شخصا قد شاهد عملية الطعن... وأن لا أحد منهم قد قام بالاتصال بالنجدة أوبالإسعاف اعتمادا على اعتقاده بأن الآخرين سيقومون حتما بهذا الأمر...
وبغض النظر عن أن العدد المذكور كان هوالعنوان الرئيسى لمقال فى النيويورك تايمز بعد الحادث بأسبوعين.....وبغض النظر عما أثير فيما بعد بأن العدد لم يكن كذلك وأن هذا مجرد إثارة صحفية أومحاولة لتضخيم الموقف وإضفاء جومن الإثارة عليه... بالمناسبة لن أستفيض فى الكلام عن تلك الجريمة وماتم بعد ذلك وما تكشف من خلال عائلة الفتاة عن الأعداد الحقيقية لمن شاهد الجريمة وأيضا باقى ملابسات الجريمة ومابعدها والقبض على القاتل ومحاكمته ثم وفاته فى السجن عام 2016..إلا أن هذه الواقعة تستخدم بكثرة فى العديد من دورات التنمية البشرية وفى علم الإدارة أيضا...حتى أن بعض الباحثين أطلقوا عليها اسم «متلازمة جينوفيزى»....للدلالة على مايطلق عليه «تأثير المتفرجين»....
فى كرة القدم أحيانا تجد لاعبين اثنين من نفس الفريق يترك كل منهما الكرة للآخر اعتقادا منه بأنه سيتحرك بها وتكون النتيجة النهائية هى ذهاب الكرة إلى أقدام الخصم....
فى عصر المعلومات والإتاحة المعرفية التى نتعرض إليها يوميا نجد العديد من وسائل الإعلام وأيضا من مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى يستخدمون أسلوب «الفرقعة» لجذب أكبر عدد من القراء والمتابعين.... يحدث ذلك فى كل المجالات...أخطره بالطبع ما يحدث فى المجال السياسى....يتم من خلال ذلك أيضا إطلاق الشائعات... الشائعات البسيطة والمركبة...الشائعات ذات المحتوى السلبى أوالشائعات ذات المحتوى الإيجابى المستحيل أوصعب التحقق.... المطلوب هوخفض الروح المعنوية بأى صورة.... إضعاف الهمة وتزييف الوعى أوتغييبه تماما....
الشىء الآخر الذى يجب الانتباه إليه هوكثرة المعلومات ومصادرها..... المستخدم لتلك المصادر أحيانا يقع فى نفس الفخ..... فخ تأثير المتفرجين... فيفقد روح المبادرة والمبادأة... يعتمد على آخرين فى الفعل... يكتفى بالعلم بالشىء ثم لا يعمل به إطلاقا...يتوقع وينتظر الفعل من الآخرين.... يحدث ذلك أيضا فى حالات كثيرة.. كلما كانت أساليب الإبلاغ وقنوات البدء سهلة وفى متناول اليد..بل ترتبط ببرامج تحفيز.... كلما تخلصنا من تاثير المتفرجين... النماذج الإيجابية مؤخرا كثيرة...وهذا يحتاج لمقال منفرد.... وللحديث بقية0