عودة السياحة

أكرم الله هذا البلد بعطايا ومميزات لا تجدها فى أى مكان فى العالم.. موقع فريد كما وصفه المؤرخ الكبير جمال حمدان.. «موقع مصـر الاستراتيجى حجر الزاوية بين القارات والبحار» هذا الكلام بمناسبة عودة السياحة مرة أخرى بجهود فردية من الدولة فى الفترة الأخيرة ومن خلال جولات خارجية استطاعت فيها القيادة السياسية الترويج لمصر من جديد.
كنت الأسبوع الماضى فى رحاب القاهرة الفاطمية حيث الرحاب الطاهرة للأزهر الشريف ومسجد الإمام الحسين ومنطقة خان الخليلى والصاغة ولأول مرة بعد 2011 أشاهد باصات تقل السائحين كما كنا نراها من قبل.. مشهد يستوجب الحمد والشكر لله أن الوطن عاد من جديد على خريطة العالم السياحية.
اقتربت من أحد السائحين وتعرفت عليه وتحدثنا عن منطقة خان الخليلى وزيارته للمتحف المصرى والأهرامات وبعدها قال إنه سيسافر إلى شرم الشيخ لقضاء بقية إجازته ومعه زوجته الهولندية.. محور الحديث ينصب حول حب معظم جنسيات العالم لمصر لما فيها من مزايا سياحية غير موجودة فى أى بلد آخر.. شواطئ لا مثيل لها.. ثلث آثار العالم.. شعب يتمع بحبه لسياح وكرم ضيافة ومحبة صادقة يشعر بها السائح فى كل مكان يزوره.. منتجعات علاجية للاستشفاء فى سيوة والوادى الجديد وسياحة جديدة للتعافى والعلاج من فيروس سى بأقل سعر عالميا إلى جانب نوع جديد من السياحة العالمية لتنظيم المؤتمرات الكبرى وظهر هذا النوع من السياحة الجديدة فى منتدى شباب العالم مؤخرًا كل ذلك الجهد المحمود من الدولة خلال الفترة الماضية جاء بالعرق والسهر والتخطيط الجيد والسفر إلى الشرق والغرب لكى تعود مصر إلى مكانها الطبيعى على الخريطة السياحية والسياسية والواجب من شركات السياحة والجهات المعنية ان تسعى بكل قوة للترويج السياحى لبلدنا.
إذا تحركت العجلة وعلينا أن نتحرك معها وأن نعى ونحافظ على هذا الجهد المبذول فى هذا القطاع المهم والحيوى الذى من الممكن أن يساهم بشكل فعال فى انتعاش الحياة الاقتصادية وزيادة الدخل القومى من العملة الأجنبية وبالتالى تشغيل آلاف من الشباب وإضافة استثمارات جديدة للسياحة.
أراهن بإذن الله أن العام الجديد سيكون انطلاقة كبرى للسياحة المصرية لأن الجهود مخلصة لوجه الله وهذا واضح على أرض الواقع من خلال ما نشاهده للانتهاء من منتجع الجلالة والمتحف الكبير وعدد من المطارات الجديدة التى تخدم قطاع السياحة.
علينا أن نضع أيدينا فى أيدى الدولة لإعادة مجد السياحة مرة أخرى إلى مصر ونحن نستحق أن نكون أول المقاصد السياحية وقبلة السياح فى العالم لأشياء لا دخل للبشر فيها وإنما هى إرادة الخالق البديع الذى تجلى على تلك الأرض العظيمة فجعلها مختلفة ومتفردة عن غيرها من البلاد.