
هند سلامة
«التريند» الباطل!
مواهب ذات شأن عظيم كشف عنها مهرجان الموسيقى العربية فى دورته السابعة والعشرين بدار الأوبرا، المكان المزدحم دائم بالفن من عزف وطرب أصيل..وفى تقليد جديد اتبعته الأوبرا هذا العام أقامت مسرحا خارج المسرح الكبير وقبل بدء الحفل بساعة كاملة تطرب أذن الحاضرين بأشكال وألوان من المواهب الفنية الاستثنائية فى العزف والغناء، ومع دخولك للمسرح وعلى بوابته قبل الشروع فى الاستقرار به جلس بالطابق الثانى مباشرة مجموعة من عازفى التخت الشرقى خصيصا لامتاعك.
ازدحمت قاعات المسارح خاصة المسرح الكبير بالجمهور فى أغلب حفلات المهرجان الذى لم يبخل بتقديم نجوم كبار بجانب مواهب فنية شابة فى العزف والغناء وقيادة الأوركسترا، أقيمت فعالياته هذا العام بالقاهرة والإسكندرية، دمنهور، وقصر ثقافة طنطا ومعهد الموسيقى العربية، كل هذا الزحام والزخم الفنى الضخم شهدته مصر على مدار اثنى عشر يوما بمشاركة نجوم الغناء من مصر والوطن العربي، حالة فنية شديدة الروعة والخصوصية أحدثها هذا المهرجان ولايزال يترك بصمته فى قلوب الجميع ومهما بلغت اسعار التذاكر حفلاته كاملة العدد..!
بالطبع اتضح من فعاليات المهرجان وتغطية نشرته الفنية حجم المجهود الضخم الذى بذلته إدراته وقسم الإعلام بدار الأوبرا كى يخرج بهذا الشكل الفنى المشرف ليضمن لنا هذا الجمع العربى الكبير الذى لا يتكرر إلا فى الفن، لحظة استثنائية اجتمع فيها نجوم الغناء من المشرق والمغرب العربى، إلا أن وسائل الإعلام تجاهلت أو تناست هذا الحدث الفنى الاستثنائى وانشغل موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بتريند لـ«خناقة» بين اثنين لا داعى لذكر اسميهما فمجرد الذكر يمنح شرعية الوجود حتى ولو على سبيل السخرية.
تشكل دار الأوبرا حتى الآن حائط صد منيع ضد أى معتد على الغناء أو محاولا لانتحال صفة «مطرب» لكن للأسف لم يساعدها أو يؤازرها الكثيرون اللهم إلا بعض التغطيات الإعلامية السريعة بينما يغيب الإعلام بقوة عن هذا الحدث الجلل، ويتوه حتى عن إبراز مواهب هذا المكان المزدحم بشباب لا يلتفت إليهم إلا بعد سنوات من مشاركة أحدهم عن طريق المصادفة فى برنامج لاكتشاف المواهب، وهو الأكثر علما وموهبة من الجميع لكن للشهرة حسابات أخرى، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعى قد لا يحظى هذا الموهوب بحظه من «التريند» الباطل إلا إذا سطع نجمه فى أحد هذه البرامج، تحدد ثقافة «التريند» مصير ونصيب الموهوبين، وكأن دار الأوبرا تمارس الفن فى الخفاء أو تداريه عن الجماهير، فجوة ثقافية وخلل فى الإدراك لواقعنا الحقيقى لمجرد هوسنا بواقع افتراضى..!