الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأخلاق الطيبة.. وذكرى ميلاد النبى

الأخلاق الطيبة.. وذكرى ميلاد النبى






عندما تحل علينا ذكرى مولد النبى محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجب أن نستلهم من هذه الذكرى العطرة كيف كانت أخلاقه الكريمة داخل المجتمع الذى ولد فيه.. وبنظرة سريعة داخل معظم المجتماعات العربية نجد أن الأخلاق الحميدة أصبحت فى اندثار وفى تراجع كبير خاصة داخل الوسط الشبابى.. ما نشاهده على مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام الأخرى نجد أن المجتمع أصبح يحوطه التراجع الأخلاقى وعز فيه كلمة الشرف والصدق والوفاء بالوعد ومع حلول ذكرى المولد النبوى الشريف علينا أن ننتهز الفرصة لتعريف الشباب بأخلاق النبى الكريم وكيف أنه ارتقى صلى الله عليه وسلم بأخلاقه قبل الإسلام وبعده فكان يلقب بالصادق الأمين، وقد جعل الله عز وجل دينه رسالةً إليه يحملها أمانةً للناس أجمعين وقد كان له من الصفات والسمات ما جعله أكثر الناس خُلقًا وأجمل العالمين خِلقة، وقد حث رسولنا الكريم فى تعليم الدين على الحض على مكارم الأخلاق وجعلها نبراسًا ينير للمسلم حياته ويعزز بها صورته أمام المجتمع المسلم وغيره، وقد جعل من الأخلاق قاعدة راقية فى القول والفعل منبثقة عن التشريع والعقيدة فالدين عمل ومعاملة، فلا مسلم دون أخلاق ولا عمل فهما الصورتان المكملة للمؤمن الحق.
كان الرسول يتمتع بصفات جليلة منها أنه الصادق الأمين وذلك لصدق حديثه وأمانته على ما قد يضع الناس عنده من أمانات فكان حافظًا لها، وقد كان الرسول مرجعًا لأهل مكة فى أمورها لعلمهم بصدقه.
كان رحيمًا ودودًا مع الخدم فلم يكن يومًا غاضبًا كثير الشكوى على خدمه.
وضرب النبى صلى الله عليه وسلم أروع المثل فى تعامله مع زوجاته فكان يمازحهم ويضحك معهم حسن المعاملة لين الجانب بعيدًا عن أى شدة وعنف فما أحوجنا داخل المجتمع للاقتداء بتلك الأفعال الكريمة بعد ارتفاع معدلات الطلاق بصورة كبير خلال السنوات الأخيرة.
وكان الرسول يبتسم إلى أى شخص يراه سمحَ الوجه يبادر دومًا بالسلام والمصافحة، وإن جلس بين أصحابه يجول بنظره بينهم فلا يقول أحدهم لم ينظر الرسول إلى.
ومن صفاته الحميدة أنه كان  يتعهد بسد حاجات الفقراء والمحتاجين من الطعام والشراب والكساء رغم عسر حال الرسول وكان عطوفًا رقيقًا عليهم.
وقد جسد الرسول الكريم العديد من صفات الرحمة والعدل والسلام فى معاملة أسرى الحرب ومع أعدائه فلا ننسى قوله لأهل قريش فى فتح مكة «اذهبوا فأنتم الطلقاء» وقد كان يوصى دومًا أصحابه بألا يقطعوا شجرة ولا يقتلوا شيخًا ولا امرأة ولا صبيًا، وكان بعيدًا عن الغدر والخيانة، وكان دومًا يسعى لحقن دماء البشر حتى لو  لم يكونوا مسلمين.
ما أحوجنا أن نستلهم من ذكرى ميلاد رسول الإنسانية التسامح والرحمة والأخلاق الحميدة وحب الوطن والاجتهاد فى العمل والشعور بالمسئولية وأن الإسلام جاء رحمة للعالمين فى كل زمان ومكان.