الثلاثاء 5 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
100مليون شكرا!

100مليون شكرا!






يقول الحديث الشريف: «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ» هذا الحديث أسمعه منذ سنوات طويلة.. وأقول فى نفسى هل من الواجب أن أشكر كل شخص قدم لى خدمة أو وقف إلى جوارى فى محنة فى يوم من الأيام.. وهل يتساوى شكر الله مع شكر الناس، هذه القضية شغلتنى سنوات وسنوات إلى أن أراد الله لى فهم تلك المقولة من سيدة مسنة بسيطة لا تقرأ ولا تكتب.
وقفت هذه السيدة التى تخطت الستين عاما بالأمس أمام إحدى الوحدات الصحية فى قرية من قرى محافظات الوجة البحرى لكى تطمئن على نفسها من خلال حملة 100 مليون صحة.. كانت تقف فى طابور طويل مع سيدات فى عمر أبنائها كى تصل إلى دورها فى الكشف عن فيروس “سى” وعندما لمحتها إحدى النساء الصغيرات فى السن فقامت بسحب يديها وقدمتها فى أول طابور الفحص.. دخلت حجرة الكشف قابلها الطبيب ومعاونوه من الممرضات بترحيب شديد.. قاموا بعمل اللازم من خلال قياس الضغط والسكر وتحليل الفيروس فاكتشفوا أنها مصابة بالفيروس منذ سنوات وأخبرها الطبيب بأنها مريضة وتحليلها إيجابى : فردت عليه السيدة (أنا عارفة يا ابنى أننى مصابة من  10 سنوات بس اعمل ايه علاجى كان هيتكلف آلاف من الجنيهات وأنا فقيرة).
أخبرها الطبيب بأن الدولة ستتكلف بجميع مصاريف العلاج وسيتم إعطاؤها جرعات العلاج من الغد .. ابتسمت ونظرت إلى الأعلى على الحائط المعلق عليه (بنر) حملة 100  مليون صحة وقالت: مكتوب ايه على صورة السيسى يا ابنى.. قال لها الطبيب: 100  مليون صحة يا حاجة.. قالت السيدة البسيطة التى لا تقرأ ولا تكتب وليست من النخبة (100 مليون شكرا يا ريس).
موقف بسيط قصته عليّ زوجتى بالأمس وهى تقوم بعمل تحليل فيروس» سى”.
هذه قصة ونموذج من الواقع المصرى البسيط .. جيل بأكمله من مواليد الخمسينيات والستينيات مصاب بهذا الفيرس اللعين نتيجة البلهارسيا والطلمبات الحبشية التى كانت تسحب المياه الجوفية من أعماق قريبة وعدم وجود صرف صحى فى معظم القرى المصرية البعيدة عن المدن والحضر.
التجربة المصرية التى تبنتها الدولة تعتبر فريدة فى علاج هذا المرض الذى كان سببا فى وفاة الكثيرين من الشعب المصرى الفقير لأنه لم يكن فى وسعه شراء علاج الفيروس الذى تخطى الآلاف حتى وقت قريب.
100  مليون شكرا للدولة المصرية التى أوقفت مرضا أكل أكباد الملايين من الأغنياء والفقراء فى الريف والحضر دون أن يشعروا.
100  مليون شكرا لمن يقابلون الناس فى الحملة بكل تقدير واحترام.
100  مليون شكرا لخلق جيل جديد من الشباب أصحاء قادرين على حماية حدود الوطن.
100  مليون شكرا لتجربة فريدة أشادت بها المنظمات العالمية وتسعى لتطبيقها فى الدول المتقدمة.