الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أصوات المآذن وأجراس الكنائس

أصوات المآذن وأجراس الكنائس






لم يشأ أن يرحل هذا العام دون أن يرسل لنا الأخبار المفرحة والتى نشتاق دوما لسماعها.. أجراس الكنائس وأصوات المآذن التى خرجت من العاصمة الإدارية إلى فضاء القاهرة الفاطمية فيلتقيا مع الذكر والمديح وتلاوة القرآن فى رحاب مولد سيد الشهداء الإمام الحسين بن على رضى الله عنهما فى احتفالية مصرية خالصة يحضرها الأقباط قبل المسلمين.. ومن حسن الطالع على هذا البلد العظيم أن يوحد الله أعياد المصريين جميعا فى عيد واحد ويوم واحد.
سعادة الناس لا توصف عندما تأتيهم لحظة من لحظات الفرح ونسيان الهموم.. يطرحون أوجاعهم أرضا مع حلقات الذكر وسماع التواشيح الدينية.. يتوكلون على الله فى بداية عام جديد يتوسمون فيه الخير والبركة من رب العالمين هؤلاء هم أبناء هذه الأرض الطيبة فى الصعيد «الجوانى» من الأقصر وأسوان وأسيوط وسوهاج والمنيا ومن الوجه البحرى فى الشرقية والمنوفية والغربية جاءوا من بعيد للسعادة والاحتفال لا يزعجهم صوت الإرهاب الخسيس.. يؤمنون بأن الله هو حافظ هذا الوطن فهذه أرضه التى يحرسها من قديم الأزل منذ أن فاض طوفان نوح ومر بسفينته على مصر ليرى بنفسه أن الله يحرس هذه الأرض المباركة.
مرت علينا سنوات عجاف وجاء هذا العام قبل رحيله لنرى ونشاهد آلاف المشروعات التى كانت أحلاما على الورق وترجمت بالجهد والعرق والسهر والتعب إلى واقع ملموس.
لن أتحدث عن تلك المشروعات القومية فى الزراعة والصناعة والطاقة والطرق وفى البنية التحتية فى كل محافظة.. ولكن علينا أن نستمد مما يحدث فى الوطن هذه الأيام.. الإرادة والعزيمة وتحقيق المستحيل عندما نرى قيادة واعية نموذجا يحتذى به فى الإخلاص لأهله ووطنه.. حاولت أن أبحث عن أية دولة فى المنطقة أو إفريقيا وحتى في أوروبا انتهت من آلاف المشروعات بهذا الكم والحجم وبتلك الأموال فلم أجد.
فدعوت الله فجرا أن يوحد كلمة المصريين وأن يلقى الله فى قلوبهم حب وطنهم وأن يخسف الله الأرض بعدوهم فى الداخل والخارج فلا صوت يعلو فوق صوت البناء والتعمير ولا عزاء لصوت القنابل والإرهاب والبارود التى يفجرها خونة الداخل من آن إلى آخر ليعكروا صفو هذا الشعب.. ولهم نقول لم تعد مثل هذه الأصوات قادرة على جذب انتباه المصريين أو حتى هز شعرة من رءوسهم.. الوقت والزمان اختلف فمعركة تحقيق المستحيل إلى واقع جميل مستمرة ولن تتوقف ما دام هناك رجال أقسموا على العطاء لهذا الوطن بلا حدود.
احتفلوا وافرحوا واطمئنوا لأن هناك عيونا ساهرة بالقرب منا تذود بأرواحها عنا مثل الأسود حتى الحدود يحميها رجال كالجبال لا تغفل لأعينهم جفون.