عرس المسرح العربى بالقاهرة (1)
تفتتح بعد غد الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة والكاتب إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح مهرجان المسرح العربى فى دورته الحادية عشرة بالقاهرة وذلك فى العاشر من يناير وبحضور ما يقرب من 400 مسرحى من كل الدول العربية،وتقيم هذا المهرجان الهيئة العربية للمسرح بالشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية وعلى مسارحها فى القاهرة والأقاليم، ويقام تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وتحت رعاية المثقف العربى الكبير الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة،الكاتب الذى ستظل كلماته وأفعاله ومواقفه مضيئة فى ذاكرة الكلمة العربية.
و السؤال الذى يطرح نفسه؛ هل من الممكن أن يعيد الفن بصفة خاصة والثقافة بصفة عامة ما فشلت فيه السياسة؟ ولم لا؟ وبعيدا عن مسارات السياسة وأفعالها التى مزقت كثيرا من وحدة وآمال وطموحات الشعب العربى الواحد وحولت جغرافيته الواحدة إلى كيانات تسعى القوى الكبرى فى العالم إلى تفتيتها أكثر وأكثر للسيطرة والاستيلاء على خيراته،إن دورا من الأدوار المهمة التى يلعبها هذا المهرجان هو قيام الفن المسرحى العربى بالدور الذى فشلت فيه السياسة العربية، فسنجد على طاولة النقاش وعلى خشبة المسرح كل الأطياف المسرحية العربية متناغمة ومتحابة ومتعانقة ومدافعة عن بعضها البعض دون أية حسابات إلا حساب القيمة الفنية العالية التى تميز حتى عملا عن آخر داخل البلد الواحد ومشروع فنى لفنان عربى واحد عن مشروع آخر له.
لذا أرى أن مهرجانا مثل مهرجان المسرح العربى وكل المهرجانات التى تأخذ الصفة العربية وتقدم الثقافة والفن زادا لوحدة الأمة يجب أن ينظر لها على أنها أمن قومى فكرى عربى يجب أن يدعم من كل الدول ويكون موجودا بصفة دائمة وقوية على الأجندة العربية ولا يمنعه شيء فى أية لحظة وعلينا أن نعض جميعا عليه بالنواجذ انتظارا للحظة الولايات العربية المتحدة التى قد تتحقق وحدتها حتى على المستوى الثقافى والفنى بعدما فشلت على كل المستويات الأخرى .
و تحلم الدورة الحادية عشرة ببداية جديدة وقوية وانطلاقة حالمة أعتقد أن لديها ما يحقق آمالها على أرض الواقع من فكر ورؤية وتخطيط مستقبلى وموارد تسمح بذلك، وكنت قد سمعت بنية وجود المهرجان العام السابق من تونس من الأعزاء بالهيئة،حين كنت كأحد المحكمين العرب وممثلا لمصر فى مسابقة التأليف المسرحى للطفل فرع الخيال العلمى ورئيسا لأحد أهم الجلسات فى المؤتمر الفكرى الذى كان حول سلطة الكاتب المسرحى العربى ومعارفه،و يؤكد اختيار القاهرة أن هناك رؤية للتخطيط المستقبلى لأحداث وفعاليات الهيئة العربية للمسرح يجب أن يبدأ من القاهرة ومن أقاليمها الشغوفة لكل فعل مسرحى مهم وجاد وفاعل،لذا أرى أن التحرك للأقاليم ببعض العروض المسرحية ضمن مسارات المهرجان أمر مهم جدا وفعل مسرحى حقيقى يطبق فى تصورى أحلام الهيئة العربية التى يجب أن تنتشر فى كل مكان من المحيط إلى الخليج ،و كان من الجميل أن يكون هناك بعض العروض العربية فى الأقاليم لرؤية نماذج من المسرح العربى لن يتسنى لأبناء الأقاليم أن يشاهدوا تلك العروض بعواصم محافظتهم فنادرا ما تذهب عروض عربية أو حتى أجنبية خارج القاهرة،حتى وإن كانت تلك العروض خارج مسارات التسابق الرسمى فى إطار جائزة الشيخ القاسمى الكبرى للعروض المسرحية.
و من الجديد فى هذه الدورة تكريم حوالى 25 مسرحيا مصريا ممن أفنوا حياتهم فى المسرح المصرى والعربى وقدموا انجازا ذات قيمة وله أثر كبير فى الفن المسرحى العربى،كما كان للشباب العربى نصيب الأسد من كل المسابقات التى قدمها المهرجان هذا العام،فلم يزد السن فى كل المسابقات على 35 عاما فى مسابقات التأليف المسرحى للأطفال وللكبار وللنقد المسرحى مع التأكيد على فكرة التراث والهوية فى كل ما يكتب.
و ختاما كل التحية للهيئة العربية للمسرح وكل العاملين بها بأمانة الكاتب إسماعيل عبد الله،وكل الشكر للدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة لدعمها المهرجان ليجد فى مصر كل سبل الرقى والنجاح فى دورته الحادية عشرة.






