الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المشردون... وأيادى الدولة الدافئة

المشردون... وأيادى الدولة الدافئة






فى مثل هذا التوقيت من كل عام وتحديدًا فى شهر طوبة نمر فى شوارع القاهرة نجد العديد من المشردين تحت الكبارى يحتمون بها من هذا البرد القارس.. كنا ننظر إلى المشردين نظرة عطف وإحسان دون تقديم يد العون لهم بصورة حقيقية كانت تكفينا «مصمصة الشفايف» وسؤال يدور فى النفس: كيف يعيش هؤلاء الناس دون مأوى أو مأكل أو مشرب.. دون غطاء يسترهم من برد الشتاء.. إلى أن جاءت مبادرة إنسانية رحيمة وضعها الله سبحانه وتعالى فى قلب رجل سمع انين أحد الضعفاء المسنين تحت كوبرى من كبارى القاهرة رفع يديه إلى خالقه بأن ينظر إليهم بعين الرأفة والرحمة بعد أن تخلى عنهم القريب والغريب.. سخر الله هذه الدعوة وألقى بها فى قلب رئيس الدولة فكانت مبادرة «حياة كريمة» التى انطلقت بكل قوة من خلال العديد من الوزارات والمؤسسات الخيرية والاجتماعية تجوب كل أنحاء مصر شرقا وغربا - شمالا وجنوبا تلملم ما تبقى من نفوس تعبت من قسوة الدنيا ومن فيها.
هذا هو عم أحمد الذى بلغ من العمر ما يقرب من الستين عاما يتخذ من شارع الجلاء بجوار مستشفى السكة الحديد مأوى له منذ سنوات.. علامات وقسوة الزمن واضحة على وجهه بخطوط وتعاريج فاصلة كتشققات الأرض الميتة التى نضبت تربتها بعطش وجوع السنين.
جاءت مبادرة الدولة الإنسانية الرحيمة التى انتشلت هؤلاء الطيبين من برد الشتاء ونظرات الشفقة ومصمصة الشفايف فبدأت إعادتهم إلى الحياة مرة أخرى من خلال دور الإيواء ومراكز المسنين.. قدمت إليهم الملابس النظيفة والوجبات الساخنة.. قصت شعور الرجال التى لها سنوات لم تهذب وقلمت أظافر النساء واهتمت بالنظافة الشخصية لهم بطيب وحب وجبران خاطر.
ليتنى كنت من خدام الطيبين حتى نحظى بدعوة منهم فقد طلقوا الدنيا بالثلاثة وانقطعت أرحامهم من الدنيا ولم يبق لهم غير الله الرحيم الذى وضع جزءا من رحمته فى قلوب عباده فكانت المبادرة الكريمة من الدولة المصرية لحماية المشردين فى شوارع القاهرة وبعض المحافظات.
تظل مصر بخير ما دامت هناك قلوب تنبض بالحياة.. تخشى الله.. وتتقيه وتنظر بعين الرحمة إلى الناس البسطاء من المشردين.. تحيا مصر..