الثلاثاء 5 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
زعامة إفريقيا بين ناصر والسيسى

زعامة إفريقيا بين ناصر والسيسى






منذ عدة أيام لفت نظرى أحد الأخبار الصحفية الذى تداولته بعض الصحف والمواقع الاخبارية الموريتانية والخبر يقول: إن مجموعة من الأحزاب السياسية الموريتانية وعددهم 21 حزباً طلبت من الحكومة التراجع عن قرار تغيير اسم شارع «جمال عبدالناصر» هذا الشارع الشهير فى قلب العاصمة الموريتانية والذى أطلقت حكومة موريتانيا اسما جديدا عليه «الوحدة الوطنية».
هذه الأحزاب فى دولة موريتانيا الشقيقة أرسلت كلها خطابا واحدا إلى رئيس الدولة محمد ولد عبدالعزيز وإلى رئيس الحكومة الموريتانية تطالبهما بالتراجع وضرورة عودة اسم الزعيم جمال عبدالناصر مرة أخرى لما يمثله من تاريخ نضالى من أجل الوحدة والتحرر والعدالة الاجتماعية فى إفريقيا والوطن العربى.. انتهى الخبر ولكن مثل هذه الأخبار لها دلالات كبيرة تؤكد على دور مصر وزعمائها فى حركات التحرر السياسى والاقتصادى لمعظم الشعوب الإفريقية ولذلك لا تخلو مدينة إفريقية من اسم للزعيم الخالد جمال عبدالناصر.
اليوم تعيد القيادة السياسية المصرية بزعامة الرئيس السيسى ما بدأته القاهرة بعد ثورة يوليو 1952 وحتى قيام ثورة 30 يونيو 2013، حيث استقرت مصر داخليا وجلست عقولنا السياسية والدبلوماسية تفكر جيدا فى كيفية عودة مجدنا القديم مرة أخرى فى كل أرجاء القارة الإفريقية.. كان فكر القيادة السياسية فى هذا التوقيت يتلخص فى جملة واحدة وهى «نحن هبة النيل» معنى ذلك أن حياة الشعب المصرى مرتبطة ارتباطا وثيقا بهذا الشريان المائى الذى تحدث عنه أيضا «هيرودوت» عالم التاريخ اليونانى.. من هنا جاء التحرك المصرى لعودة ما انقطع بيننا وبين دول القارة السمراء مرة أخرى من خلال التعاون الأخوى الصادق فى كل المجالات وجاءت أولى الخطوات ترجمة على أرض الواقع من خلال فتح ذراعى مصر للأخوة الاشقاء فى إفريقيا بدءا من 2016 وإقامة فعاليات «منتدى إفريقيا» الذى استمر 3 أعوام متتالية بحضور معظم رؤساء ووزراء وقادة الدول الإفريقية؛ ولم تغفل الدولة المصرية بأن قامت بدعوة أعداد كبيرة من شباب جنوب إفريقيا وموريتانيا ورواندا وجزر القمر وبوروندى وأوغندا وغانا وإثيوبيا والسودان والكونغو.
كل هذه التحركات على مدار الثلاث سنوات الماضية أثمرت نتائج مهمة بل شديدة الأهمية تمثلت فى رئاسة مصر لأول مرة للاتحاد الإفريقى حيث آفاق جديدة من التعاون فى مختلف المجالات إضافة إلى عرض كل ما يخص القارة الإفريقية من قضايا مهمة على المنظمات الدولية لإحلال السلام والعيش فى أمان والرخاء بين كل الشعوب فى دول قارة إفريقيا.. مصر فى قلب إفريقيا وإفريقيا فى قلب مصر.