السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المرحوم يهز عرش الإعلام

المرحوم يهز عرش الإعلام






دخل الإعلام دائرة الحزن عليه، بعدما انجر وراء تويتة مفبركة، وتداول كباره من الإعلاميين ومشاهيره من المواقع والصحف، أنباء عن تعيين المهندس محمد وجيه عبدالعزيز، وزيراً للنقل خلفا  لهشام عرفات، المستقيل على خلفية حادثة محطة مصر.
حيث غرد على موقع «تويتر» صاحب حساب يحمل اسم «خالد عنخ آمون الأول» قائلا  [تعيين الدكتور المهندس محمد وجيه عبدالعزيز وزيرا للنقل والمواصلات وحلف اليمين بعد غد، وهو صاحب إنشاء جميع محطات وأنفاق السكك الحديدية المطورة بفرنسا، وصاحب الطفرة فى السكك الحديدية التى حدثت بالسويد على مدار 18 سنة الماضية، وحاصل على الأوسمة العليا من فرنسا فى السكك الحديدية، ربنا يوفقه]
لتفاجأ فيما بعد أن صاحب الحساب ويدعى خالد محمد وجيه عبدالعزيز» طرح اسم أبيه المتوفى من 11 سنة لتولى الحقيبة الوزارية، وأنه أى أبيه لا يمت بصلة لوزارة النقل ولا خبرائها ولا مهندسيها، وربما كانت صلة أبيه بوزارة النقل أنه كان يستقل القطارات فى بعض الأحيان للسفر كأى مواطن عادى، وأن «الابن» قد نشر التويتة كبالونة اختبار للإعلام.
وفى خلال ساعة ونصف تنافس الإعلام على من يُكَسّر رقم السرعة فى النشر، فتحولت سفينة التويتة إلى مجرى «كوبي-بيست» فى صورة تصريح رسمى من مصادر موثوقة، وقع فيها كُبَرَات المهنة وألمعهم، ليتناولها المجتمع بالهنا والشفا.
وزاد من الاهتزاز والتصدع، أن رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب، والمفترض أن يكون مرجعاً علمياً وبحثياً عمَّن يصلحون لتولى منصب وزير النقل، ومن هم أصحاب الصيت العالمى من الخبراء المصريين فى هذا المجال [قد] وقع فى حفرة «إعادة تدويرالتويتة» فأدلى بتصريحات حول الوزير الوهمى، وتناول سيرته الذاتية الوهمية،  بأنه من القيادات البارزة فى المجال وتاريخه يوضح ذلك، وأن المتوفى سيحلف اليمين غدًا.
تجليات الواقعة المؤسفة امتدت للصحفيين المكلفين بتغطية وزارة النقل -المفترض فيهم التدقيق-  فسارعوا بكتابة أخبار عن تولى «المرحوم» عرش وزارة النقل، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن أصل وفصل الشخص المرشح،أو حتى التواصل مع مسئول أو مصدر مُعْتَبر داخل مجلس الوزراء أو حتى وزارة النقل للاستفسار!
الواقعة كرباج ذو قوة متين، يكشف أن تأثير تطيير الشائعات عبر السوشيال ميديا لم يعد يلامس البسطاء فقط بل امتد إلى النخبة-ولاعجب بعد ذلك - المفترض فيهم أن يكونو السند والظهر، لدرء الشائعات، وتوضيح الحقائق، وجلاء الخزعبلات، واستجلاء الصواب.
فالسوشيال ميديا حبائل الشيطان لإشعال الفوضى، وأصبحت حطب جهنم للتغرير بإنجازات الدولة ومطاردة مثيرة لأى تقدم ملموس على أرض الوطن.
أما ما يخص السقطة الإعلامية فننتظر من نقابة الصحفيين والأعلى للإعلام، أن يرصد فيروس الخطر، قبل أن يتمكن من جسد مصداقية  أعلام الصحافة والتليفزيون، ونتقبل فيهما العزاء،حيث إن الأسوأ من الخطأ تكراره.
  علينا الانتباه وإلا سقطت المهنة بسرعة البرق، وأصبحنا البلد المنفرد بتعبئة الخزعبلات والإشاعات وبيعها فى ورق جرائد أو عبر الشاشات.