
اشرف ابو الريش
«جيشنا العظيم»
تهل علينا خلال أيام قليلة ذكرى انتصار العاشر من رمضان.. حرب العزة والكرامة .. حرب الشرف والفداء والتضحية من أجل تحرير الأرض وصون العرض.. الحرب الوحيدة التى انتصر فيها العرب على العدو الصهيونى عام 1973.
فى الوقت نفسه ينظر إلينا العالم من شرقه الى غربه بعين الاعتبار والتقدير والاحترام ونحن فى وقت عصيب تتصارع فيه القوى الدولية والإقليمية لبسط نفوذها على منطقة الشرق الأوسط خاصة على منابع الثروات التى حبا الله بها منطقتنا العربية .
شاء الله لهذا الوطن أن يلهم قائده بصيرة نافذة منذ عدة سنوات بأن كشف الله له أهمية تسليح الجيش المصرى فى البر والبحر والجو فى توقيت غريب وأيضا صعب للغاية؛ حيث كنا نعانى منذ أربع سنوات ترديا فى الأوضاع الاقتصادية وشح فى الاحتياطى النقدى للدولة وتراجعا كبيرا فى السياحة وبنية أساسية تحتاج إلى إعادة ترميم مرة أخرى فى الطرق والكبارى وعملية إنقاذ كبرى للمناطق العشوائية التى انتشرت فى معظم أركان القاهرة تفرز تراجعا فى الأخلاق وانهيارا فى المعيشة وتخلق أجيالا جديدة تنشأ فى بيئة غير صالحة مما يوثر مستقبلا على معدلات النمو والتقدم داخل البلد الذى عصبه الرئيسى الشباب الواعد المثقف القوى صحيا وبدنيا وثقافيا.. رغم كل هذه المشاكل والصعوبات التى واجهت الرئيس عبد الفتاح السيسى كانت له رؤية بعيدة أنعم الله بها عليه فيما يتعلق بتطوير وتسليح الجيش المصرى على أعلى مستوى ليحتل بذلك رقما مهما فى ترتيب الجيوش العسكرية حسب تقديرات مراكز الأبحاث العالمية المتخصصة فى تصنيف جيوش الدول.
أتذكر جيدا عندما كنا نحتفل بقدوم حاملة الطائرات «الميسترال» وصفقة الطائرات «الرفال» ومعرض «ايديكس» للصناعات الدفاعية بحضور كبريات الشركات والمصانع المتخصصة فى مجال التسليح العسكرى .. كان البعض يمصمص شفاهه ويكتب على صفحته فى عالمه الافتراضى هل سيأكل الشعب المصرى من تسليح الجيش؟ وانتشر هذا الكلام للأسف على لسان البعض من طبقات الشعب المختلفة ونسى هؤلاء أنهم يرتعون فى نعمة الأمن والأمان بفضل جيشنا القوى وتسلحينا الجيد.. انظروا حولكم شرقا وغربا كيف أن العالم يموج بصراعات عاتية وحروب بسط نفوذ لا حدود لها خاصة فى منطقة الشرق الأوسط أرضا وبحرا.
وفى هذه اللحظة تقف مصر على أرض ثابتة واثقة فى الله عز وجل وواثقة فى شعبها وجيشها وقيادتها السياسة فخورة بما تم تحقيقه فى عملية إعادة توازن للقوى العسكرية فى المنطقة مرة أخرى.. ونحن على مشارف ذكرى نصر العاشر من رمضان التى نسرد منها ما سمعته من الراحل الدكتور منيع عبد الحليم محمود رحمه الله فى بداية التسعينيات عندما كنت فى جامعة الأزهر وقتها ما ذكره والده الإمام الأكبر شيخ الازهر الدكتور عبد الحليم محمود ورؤيته الصالحة التى بشر فيها بنصر العاشر من رمضان قبيل الحرب بأيام حيث رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى المنام يعبر قناة السويس، ومعه علماء المسلمين والقوات المسلحة، فاستبشر الإمام عبدالحليم محمود وأيقن بأن النصر آت.. ثم توجه إلى منبر الأزهر وألقى خطبة مشهودة قال فيها: إن حربنا مع إسرائيل هى حرب فى سبيل الله، وأن الذى يموت فيها شهيدا وله الجنة، ومن تخلف عنها منافق.
تحية لأرواح الشهداء من رجال قواتنا المسلحة إلى يومنا هذا.. حما الله مصر وثبت أهلها على الحق وجعلنا يدا واحدة خلف قيادتنا الحكيمة .. تحيا مصر.