الرؤية الثابتة لمصر!

هل تصدق أن الرئيس السيسى قدم فى كلمته بالدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر 2014  رؤية شاملة لموقف مصر من الأزمات العربية كلها وواحدة من الأزمات الإفريقية المزمنة.. عربيًا تستند الرؤية إلي نقطتين الأولى لدعم بناء الدولة الوطنية المهددة من الإرهاب تشمل تطبيق مبدأ المواطنة وسيادة القانون بناء على عقد اجتماعى وتوافق وطنى مع توفير جميع الحقوق لا سيما الحق فى التنمية الشاملة والنقطة الثانية عن المواجهة الحاسمة لقوى التطرف والإرهاب ولمحاولات فرض الرأى بالترويع والعنف وإقصاء الآخر بالاستبعاد والتكفير؟
وهل تصدق أنه عن ليبيا استعرض وقتها مبادرة مصر لحل الأزمة والتى يمكن البناء عليها للوصول إلى حل سياسى يدعم المؤسسات الليبية المنتخبة ويسمح بالوصول إلى حل سياسى شامل يضمن وقف الاقتتال ويحفظ وحدة الأراضى الليبية تقوم على وقف تهريب السلاح إلى ليبيا بشكل فعال وعدم التساهل مع التيارات المتطرفة التى ترفع السلاح وتلجأ للعنف ولا تعترف بالعملية الديمقراطية؟!!
وهل تصدق أنه أكد فى كلامه عن سوريا الشقيقة على وحدة الأراضى السورية وأن موقف مصر يؤكد دعم مصر لتطلعات الشعب السورى فى حياة آمنة تضمن استقرار سوريا وتصون سلامتها الإقليمية ووحدة شعبها وأراضيها؟!!
وهل تصدق أنه دعا إلى تكاتف المجتمع الدولى انطلاقًا من إنسانيتنا المشتركة للتصدى لوباء إيبولا الذى تتعرض له عدد من دول غرب إفريقيا مضيفًا أن شعب مصر بعد ثورتيه بات المصدر الوحيد لما نتخذه من سياسات داخلية وخارجية فى إطار سعينا لتحقيق الاستقرار والتنمية؟!!
هذه القضايا ومعها قضايا وأزمات اليمن والعراق والصومال ثم تاج القضايا العربية التى تتصدر خطابات الرئيس واهتماماته لأنها أصلًا تتصدر جدول أعمال السياسة المصرية وهى قضية فلسطين.. الآن نسأل: هل تصدق أنها ذات القضايا وبالترتيب التى تناولها الرئيس فى خطابه فى الدورة الـ73 العام الماضى سبتمبر 2018؟ ماذا يعنى ذلك؟ يعنى أن العالم لا يتغير إلا إلى الأسوأ وأن أزماتنا العربية المشتعلة لا تستجيب للحلول إلا ببطء شديد جدًا تحتاج معه إلى تعامل مختلف من أطراف هذه الأزمات كما يؤكد ذلك أن سياسة مصر تخلو من التقلبات ثابتة إلى أقصى مدى لديها رؤية واستراتيجية وليست نتاجًا لمراهنات ولا مداخلات عشوائية فى السياسة الدولية..
تحيا مصر