
هناء فتحى
التسول بالنقاب
هذا الانحدار الرهيب الذى حدث لقيمة ومكانة المرأة بعد استيلاء الإخوان على البرلمان ما كنت لأتصور أبدا أن ينسحب على المتسولات أيضا.. المتسولات بالنقاب.. ولا أدري إن كن فى الأصل متسولات سافرات وأصبحن فيما بعد متسولات بالنقاب؟ أم أنهن خرجن لأول مرة بعد انحدار أوضاعهن المعيشية لينشئن ما سوف يعرف بالتسول الشرعي.. بعد أن تم تدشين المايوه الشرعى من قبل!
أهل البرلمان الذين كانت إحدى وسوائل وصولهم إلى عتباته هى أكياس السكر وزجاجات الزيت - ولا تزال حتى فى انتخابات الرئاسة - لماذا تركوا النسوة يصلن إلى هذا الحد مع أن الإخوة يعمل معظمهم بالتجارة وكثير منهم لديه شركات كبرى بأصول أموال مرتفعة.. لماذا لم يقوموا بتوظيف تلك النسوة بدلاً من هذا المنظر غير المسبوق.. لماذا لم يحاول بعضهم مساعدة بعضهن كى يقرن فى بيوتهن بدلاً من الاهتمام بالختان وخفض سن الزواج والاختلاط ووجوهنا العورة؟ الغريب أنه منذ استيلاء الإخوان على أجزاء من محطات المترو واستخدامها كمصلي.. تم الاستيلاء على ميكروفونات الجوامع ليجلجل صوت المؤذن والخطيب بما لا يتناسب مع وجود هذه الجوامع غالباً أسفل العمارات أو بجوارها.. مع وجود واضح وصريح ومباشر لسبل أخرى، تعلن مواقيت الصلاة مثل الراديو والتليفزيون والموبايل والساعات التى فى كل يد.
كيف تحول النقاب فى أول عهود الإخوان بعد ثورة يناير من لباس للمرأة إلى وسيلة لكسب الرزق؟ ولماذا انتشرت المنتقبات فى إشارات المرور «بخرقة» قماش يمسحن بها سيارات المارة لماذا أهينت المرأة إلي هذا الدرك الأسفل فى عهد الإخوة أصحاب صكوك الجنة والنار؟ ألا تتعرض هؤلاء النسوة للمعاكسات والتحرش؟ لماذا لم يحاول الحزب الإسلامى الكبير تقنين أوضاعهن وعمل راتب شهرى لهن يصلهن إلى مساكنهن معززات مكرمات وهو الحزب الذى يملك ميزانية دولة وقناطير خزائن بيت المال؟ وماذا سوف تفعل السافرة حين تجوع فى ظل الإخوة ومن يرعى هؤلاء الغلابة فى دولة غائبة وحضور إخوانى كثيف؟