
أيمن عبد المجيد
سقوط المخطط الكبير
مصر الآن تخطو نحو قيادة حقيقية لمنطقة الشرق الأوسط والوطن العربي بعد أن نجحت شعبا وجيشا وأجهزة سيادية في صد موجة صعود الحكومات المتأسلمة لسدة الحكم وتصدير موجة ازاحهتم للدول المجاورة.
المخطط للمنطقة من قبل المخابرات الأمريكية والصهيونية كان استغلال الحراك السياسي وثورات الربيع التي ستحدث حتما مع بلوغ معظم الأنظمة العربية مرحلة الشيخوخة وتفشي الفساد والفشل الإداري لمصالح المواطن في تصعيد التنظيمات المتأسلمة لسدة الحكم.. وبالتالي صبغ الحكومات بصبغة دينية سنية تستخدم مرحليا مع بلوغ الصراع في سوريا مرحلة تقسيم الدولة إلي علوية شيعية وأخري سنية في إذكاء صراع سني شيعي يتلاشي معه الصراع العربي الصهيوني فيتحقق أمن إسرائيل وتستهدف المنطقة.
لتحقيق ذلك كان لابد من صعود الإخوان في مصر ودعم وصولهم للحكم في بلدان الربيع العربي، تونس، ليبيا، وسوريا السنية، وبذلك يتم خلق محور سني رأس الحربة به مصر وأذرع التنظيم الدولي للإخوان في باقي البلدان إلي جانب سنة العراق.
وحول الإخوان في عدد من البلدان العربية يحقق مصلحة أمريكا، حيث السيطرة عليها عبر مكتب ارشاد الجماعة الرأس بالقاهرة وفي المستقبل يصلون للحكم في الأردن.. بينما رأس الحربة الشيعية إيران واذرعها المالكي في العراق وحزب الله اللبناني وسوريا العلوية كما كان يراد لها التقسيم.
اسقاط الإخوان في مصر سينعكس بالنتيجة علي اذرع الجماعة في كل المنطقة وبدأ بالفعل حصار حزب النهضة ذراعها السياسي في تونس وبالأمس حرق ليبيون مقر حزب الإخوان بطرابلس.
لا شك أن الإخوان هم مصريون جزء من هذا الوطن ومن هذا الشعب، وأزماتهم الحقيقية في قادتهم الذين غرروا بهم باسم الدين وظلموهم قبل ظلمهم للوطن بانقلابهم علي ثورة 25 يناير ومحاولتهم احتكارها وتوظيف مصر لحساب تنظيم دولي توظفه أمريكا لمصالحها.
علي شباب وفتيات الإخوان أن يدركوا أن الثوار وقطاعاً كبيراً من الشعب المصري منحوهم الثقة في الانتخابات الرئاسية الماضية لمنحهم الفرصة غير أن قادتهم انقلبوا علي الثورة واحتكروا السلطة، فانقلب عليهم الشعب ومؤسساته، وان يدركوا حجم المهالك وكفي بذل مزيد من الدماء التي يجب أن تبذل فقط دفاعا عن الأرض والعرض والدين في مواجهة الأعداء وليس الاشقاء المعركة ليست دينية كما يصورونها بل سياسية فهل من عقلاء.
خروج الإخوان من المشهد مقهورين ليعودون للعمل السري ليس في صالح الوطن، المطلوب حل الجماعة وأن يمارسوا السياسة عبر حزب في إطار الوطنية المصرية، وفي إطار من المصالحة السياسية كفي دماء وعلي قوات الأمن ضبط النفس وعلي قادة الجماعة والتوقف عن استخدام المغرر بهم وقودا في معركة خاسرة فلن يذيدهم الدم ومحاولات شق الصف سوي مزيد من العزلة الشعبية.. ألم يكن دعوة استجابة الرئيس السابق لمطلب إجراء استفتاء علي انتخابات رئاسية مبكرة واحترام نتائجها أفضل لكم؟!