الأحد 25 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السيسى وصناعة النفاق

السيسى وصناعة النفاق









 
 
 
 
صناعة النفاق ينبغى ألا تكون رائجة فى مصر، بعد ثلاث موجات ثورية، بدأت 25 يناير، للإطاحة بمشروع التوريث، والفساد، سعياً لتحقيق حرية وحياة كريمة «العيش» والعدالة الاجتماعية، التى لا تتحقق إلا بإعلاء قيمة الكفاءة كمعيار وحيد للترقى والحراك المجتمعى من طبقة لأخرى أفضل، وضوابط لتقسيم الثروة العامة، وفقا للجهد المبذول والإنتاج، وضبط تصاعدى للضرائب.
أقول بوضوح، لا ينبغى أن تعود صناعة النفاق لرواجها الذى كانت عليه فى العهود السابقة، فزمرة حملة المباخر من الإعلاميين والساسة والحزبيين فى عهد الرئيس المخلوع مبارك، هم من زينوا للرئيس الأسبق، سوء الخاتمة، بدعمهم وترويجهم لمشروع توريث نجله جمال حكم مصر رغم أنهم يعلمون شبه استحالته فى ذلك الوقت، ومبارك الذى كان له فى قلوب المصريين احترام وتقدير وأنا ممن أحترم تاريخه، غير أن حملة المباخر وإستجابته لهم وتفشى الفساد، وتزايد ألام المصريين ثم عبارته المدمرة «خليهم يتسلوا» وسط تصفيق المنافقين، جعل كل ود وكل إحترام يتآكل.
الرئيس المعزول محمد مرسى، لم يمهله المنافقون فرصة للتضخم، بل سارعوا من خطواتهم لصناعة الإله، والجميع يذكر هؤلاء «الحالمين» فهذا رأى له رؤيا يؤم الرسول صلى الله عليه وسلم فى الصلاة، وأخر يرى الرسول يقول أسقوا إبل الرئيس محمد مرسى، وغيرها من أضغاث النفاق، ما أوحى للرجل بأنه مؤيد من السماء، وتمترس فى خندق الرفض لأى تنازلات سياسية، قائلاً:» من ولانى سيتولاني» متناسياً أن الرسول الذى يوحى إليه من السماء، كان يستشير أهل العلم فى أمور إدارة شئون الحكم، ويسألونه صلى الله عليه وسلم أهو وحى أم الرأى والمشورة فيقول لهم سيد الخلق الرأى والمشورة ويأخذ بالأرجح من آرائهم.
صاحب السلطة لا يبذل جهداً فى البحث عن منافقين، فهم يسارعون إلى كل معتلى مقعد، وأخشى على مصر وعلى القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبدالفتاح السيسى صاحب النفوذ الأكبر فى تسيير أمور الوطن الآن، من حملة المباخر والمنافقين، ولم لا وحملة صناعة الفرعون قد بدأت، فها هى الدكتوره غادة الشريف تكتب فى المصرى اليوم  عدد الجمعة الماضية « «يا سيسى.. إنت تغمز بعينك بس»  وقالت غادة متحدثة بصيغة الجمع تارة وعن نفسها تارة أخرى «طالما السيسى قالنا ننزل يبقى هننزل.. بصراحة هو مش محتاج يدعو أو يأمر.. يكفيه أن يغمز بعينه بس.. أو حتى يبربش.. سيجدنا جميعاً نلبى النداء.. هذا رجل يعشقه المصريون !.. ولو عايز يقفِل الأربع زوجات، إحنا تحت الطلب.. ولو عايزنا ملك اليمين، ما نغلاش عليه والله!».
إن الفريق السيسى غير مسئول عن مثل هذه التفاهات، غير أن المجتمع يجب أن يرفض نثر بذور نفاق جديدة، حتى إذا كان ما كتب كناية عن فرط الإعجاب بموقف سياسي، وهذه كتبت فما بالنا بشياطين السياسة الذين يوسوسون فى الخفاء، اعتقد أن الفريق السيسى نموذج لرجل ذكى يعلم أين يضع خطواته، ويملك من خبرة رجل المخابرات ما يجعله يدرك صالح الوطن، عليك أيها الفريق الذى لبى ملايين من الشعب ندائك ونزل الجمعة الماضية، أن تقدم لهم إنجازا ملحا، المصالحة الوطنية وحلولا سياسية قبل الأمنية.
أن نزول الجماهير مؤخراً جاء نابعاً من شبه يقين بأن الوطن فى خطر، وأنك تسعى للصالح العام، بدأت شعبيتك تزداد مقتربة، من الزعامة الشعبية، حافظ عليها بكسب معارضيك، بالسير نحو ترسيخ ديمقراطية حقيقية وتعددية سياسية، ووطن لا احتكار فيه لفصيل ولا إقصاء، الجميع أمام القانون سواء، وأنت أكثر دراية بخصائص الرأى العام وأهمها أنه متغير، فليبقى مؤيدوك العقلاء متخذين مواقفهم عبر قناعات بما تتخذه من إجراءات، لا أتباع يتحركون بالغمزات والبربشات، لا تنصت سيادة الفريق لمن يهتفون لك «اقتل يا سيسى، افرم يا سيسى»، عبقريتك أن تقفز على المؤامرات وتحول دون محاولات إراقة الدماء حتى وأن كان من يسعى إليها حليفك أو خصمك السياسى لكسب تعاطف وأرضيه سياسية.