الأربعاء 2 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عيد بنكهة سياسية

عيد بنكهة سياسية






كل عام والشعب المصري بمسلميه ومسيحييه بخير وسلام، كل عام ومصر آمنة سالمة أرض وشعب وحكومة ومعارضة، أم الدنيا صاحبة جينات الحضارة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، تلك الجينات التي تظهر وقت الأزمات، جينات تحمل مضادات حيوية للفتن ودعاوي العنف، تحمل بوصلة قادرة علي التقاط أي انحراف من الحكام عن المصلحة العليا للوطن، الشعب يتحمل ظلم الحاكم وخطأه في حقه، يتحمل الفساد والجوع والفقر لفترات، لكنه لا يمكن أن يتحمل أساءه للوطن أو تعريضه لخطر، عندها تحدد الساعة البيولوجية لهذا الشعب لحظة الصفر فتخرج الملايين دون سابق إنذار للإطاحة برأس السلطة، حدث عندما فكر مبارك في توريث الوطن، وعندما فكر مرسي في إحتكار الوطن لصالح جماعة، وسيحدث حال الأغراف عن أهداف ثورة 25 يناير.

كل عام والأمة العربية والإسلامية بخير، والأوطان العربية أكثر وحدة وأمن وسلام، في ظل تشظي، وتصارع وتعالي للنبة الطائفية التي تهدد بتحول الدول لدويلات حفظ الله الجميع.
نتمني من الله أن تقفذ مصر علي أزمتها السياسية التي حل عيد الفطر المبارك وهي لازالت مستحكمة، ونأمل أن يحل عيد الأضحي المبارك والانقسامات قد زالت، ورضخ الجميع للمصالحة وعاد معتصمو الميادين إلي منازلهم مشاركين في التنافس السياسي الشريف، لكن ليس بالأماني تحل الأزمات، بل بعقول ناضجة وقيادات للقوي المتصارعة تغلب العام علي الخاص، تضع مصلحة الوطن فوق كل مصلحة لفيصل أو جماعة.
الفريق عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة يدير الأزمة بحنكة سياسية عالية، منذ أن تولي قيادة القوات المسلحة شوهد يتقدم مجموعات الضباط والجنود في طوابير التدريبات الصباحية، خلق شعبية كبيرة بين صفوف الجيش، أجري تحديثات وإصلاحات، قوي جبهته المؤسسية، تحسبا لأي لحظة حاسمة تتطلب تدخل الجيش،  وقد حدث وبالتزامن مع ذلك وضع خطة الشئون المعنوية للقوات المسلحة لإعادة ترميم العلاقة مع بعض فئات الشعب التي أصابها شروخ في ظل حكم المجلس العسكري ونجح لدرجة القدرة علي تعبأة الشعب في ساعات معدودة لينزل للميادين، وقد شاهد العالم ذلك في مليونة التفويض لمواجهة الإرهاب.
مع استحكام الأزمة السياسية، تحرك السيسي بحرفية، تعاطي مع الوساطات الدولية الأوربية والعربية، بحثا عن حل سياسي، يجنب البلاد مخاطر وتبعات فض الاعتصام بالقوة، هذا التعاطي يهدم جسور التعاطف التي يسعي الإخوان لبنائها، بالأطفال تارة ودماء الضحايا تارة أخري، فالرسالة المراد إيفادها للعالم، نحن لا نريد إقصاء فصيل ولا سحقه، وحاولوا انتم ان تقنعوه بحل للأزمة ، وها انتم فشلتم ماذا نفعل إذا دفعتنا الجماعة لخيار الفض بالقوة.
قادة جماعة الإخوان عليهم أن يعيشو الواقع، الشعب خرج علي حاكمهم ، ليس المهم الآن كيف ولماذا خرج لكنه خرج، وتمترسهم في الميادين، يهدد بمزيد من الدماء، واللجوء للعنف وهو ما سيزيد من عزلتهم ، ويخلق بؤر عنف، سيواجهها المجتمع والمؤسسات بكل قوة، فلينظر الإخوان لمصلحة مصر لمرة واحدة وعندها سيكون وضعهم السياسي افضل، لينافسوا سياسيا علي أساس من الدستور والقانون.
الدكتور محمد البرادعي صوت عاقل، نابع من ضمير حي، لا مبرر للهجوم عليه من الجميع، فالرجل عندما يرفض فض اعتصام بالقوة قبل استنفاد جميع الأساليب الديمقراطية، فأنه متسق مع مبادئ ثورة ٢٥ يناير وما نادي به من أفكار، الحقيقة أن البرادعي أول من تصدي لمبارك ومشروع التوريث بتحرك جماهيري، وهو من رفض الترشح للرئاسة في غياب الدستور، وهو الآن من يخشاه فسدة نظام مبارك، والمتطرفون من الإخوان ، فلندعم صوت العقل، فالحل السياسي مازال الأفضل ومطرف من يعرقله حفظ الله مصر.