الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الإخوان» تنتحر بحمل السلاح

«الإخوان» تنتحر بحمل السلاح






حذر أصحاب الفكر السياسي الوسطي، من الانزلاق إلي دائرة العنف والدماء، لكن المتطرفين في صراعهم السياسي فضلوا الوصول لنقطة الصدام، وكليهما رأي فيه حلًا جذريًا للأزمة للانتصار علي الآخر بالضربة القاضية، وكانت الأدوات الاستقطاب الجماهيري والرهان الرئيسي.

وعندما يكون الاستقطاب بين دولة بمؤسساتها، وجماعة بتنظيمها فإن الشعب حتما سيكون في جانب الدولة، فالدولة أعظم وأبقي من كل فصيل أو جماعة، وهنا شعرت قيادات جماعة الإخوان بالانعزال، والحصار السياسي والاجتماعي، فلجأت إلي تكثيف العزف علي أوتار الدين للحفاظ علي الاتباع بالداخل، والتضحية بدماء الكثيرين لخلق مبررات لتدخل الخارج.
جماعة الإخوان تنتحر سياسيا، قياداتها تقود اتباعهم إلي الهلاك، هدفهم تقديم مئات القتلي، لكسب تعاطف داخلي، وتقديم مبررات لتدخل دولي، وفق تنسيقات، مظاهرات الجماعة يتخللها مسلحون، وفي المقابل قوات الأمن تفرط في استخدام القوة للرد والردع فيتساقط العشرات، ويستشهد أفراد بقوات الأمن.
الرئيس المعزول محمد مرسي كان بإمكانه عبور الأزمة سياسيا، بالاستجابة لمطالب وضغوط إجراء استفتاء علي الانتخابات الرئاسية المبكرة، فإذا قال الشعب كلمته بالرحيل فليرحل ويمارسان السياسة في جولة أخري ، لكن الجماعة اختارت استراتيجية الأرض المحروقة واستخدام القوة، لتقابل بقوة فيسقط العدد الأكبر من الضحايا لتوليد ضغط أكبر يحقق مخططات واتفاقات دولية تهدد الأمن القومي المصري بالخطر.
وفي المقابل قوات الامن تستخدم القوة للرد والردع، فعندما يوجد مسلحون وسط مظاهرات، يكون مبرر قنصهم عندما يوجهون أسلحتهم لمؤسسات الدولة، لكن غير المبرر أن تطلق النيران بشكل عشوائي علي حشود المتظاهرين، ربما بهدف الردع وإرهابهم لعدم معاودة الخروج في مظاهرات أخري.
مصر تعاني أزمة ومخططات دولية لزعزعة استقرارها، وتستخدم أطرافًا داخلية لتحقيق ذلك الهدف، هذه حقيقة، لكن في ظل مواجهة. ذلك لابد من التزام أقصي درجات ضبط النفس، والتعامل مع الموقف وفقا لمقتضياته دون إفراط في استخدام القوة، مع مراعاة البعد المجتمعي والأمني لسقوط مئات القتلي فالدم المصري حرام، والجميع شركاء فيما  آلت إليه الأوضاع وما يمكن أن تؤل إليه.
عبث مرسي وجماعته بالبلاد خلال إدارتهم، وضيع فرص حلول سياسية للازمة وكان بالإمكان الدعوة لاستفتاء أو انتخابات رئاسية مبكرة، لكنه لم يفعل وقال دونها الرقاب والرقاب الآن تتساقط فهو المسئول الأول عن الدماء التي تسيل، ثم اعلن الفريق السيسي عزله وخارطة طريق حقنا للدماء، فرفضها الإخوان ولجأوا لميداني أني النهضة ورابعة، ومع علم الفريق السيسي لمخطط جر البلاد للعنف كان أمامه خيار إجراء الاستفتاء كحل سياسي ومرسي محتجز علي زمة القضايا، لكنه فضل الفض بالقوة وبالتالي يتحمل نصيبه من المسئولية ، لكن التقديرات حسمت بقرارات وانتهي الأمر.
واقعيا واستراتيجيا، الإخوان بحملهم السلاح ينتحرون، فهم جماعة في مواجهة دولة وشعب، سيوضعون علي قوائم الإرهاب، وستجفف منابع تمويلهم والأسر البسيطة في المجتمع التي تستقطب الجماعة أبناءها ستحول دون مشاركة هؤلاء الأبناء في فاعليات ذلك التنظيم، فسيجفف المجتمع منابع الاستقطاب، وفي المقابل ستخلق خلايا إرهابية ، لكنها ستكون معركة طويلة وأخيرة ومن المستحيل أن يكتب لارهاب النجاح، فليحقن كل صاحب قرار فيما يحدث الدماء، وليتحصن كل باحث عن البقاء السياسي بالسلمية، حماية للوطن ولمستقبل مصر الذين قامت الثورة من أجله.