الأربعاء 2 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تحالف الخفاء يتحول للعلن على استحياء

تحالف الخفاء يتحول للعلن على استحياء






اتعجب ممن يرهقون أنفسهم فى التحليل السياسى، لأثبات أن تقاربا يجرى بين أمريكا وإيران على خلفية اتصال أوباما بروحانى، يا أصدقاء ربما هذا هو أول اتصال معلن، لكن سبقه اتصالات وأكثر من الاتصالات تحالفات، ففى العام 2009 كتبت عموداً صحفياً فى «روزاليوسف» بزاويتى قلم ولغم حمل عنوان «تحالف الخفاء» قلت أن بين أمريكا وإيران تحالف خفى عكس العداء المعلن، ومصالح مشتركة منها اسقاط صدام وتقاسم كعكة العراق، واسقاط طالبان التى تهدد أمريكا بالارهاب، وتهدد إيران مذهبيا فإيران شيعية لديها مطامع توسع مذهبى فى أفغانستان يتصدى لها نظام طالبان السنى المتشدد، إذا لماذا العداء المصطنع إعلاميا؟ لعدة أسباب اذكر منها:
1- إرهاب دول الخليج وبالتالى تسعى للبحث عن «فتوة» يحميها ولا يوجد بالعالم «فتوة « أقوى من أمريكا، تدفع لها دول الخليج المال والتبعية السياسية وتشترى بمليارات اسلحة من مصانع أمريكا بدعوى ردع اى هجوم إيرانى محتمل.
2- تخفيف الضغط على إسرائيل بوجود عدو يصوره الغرب على أنه الأكثر خطرا من إسرائيل إيران.
3- تلعب إيران دوراً فى بناء محور شيعى فى مواجهة محور سنى وبالتالى يتحول الصراع بالمنطقة من عربى صهيونى إلى سنى شيعى.
بين أمريكا وإيران تحالف يتم جنى ثماره الآن ينتقل من الخفاء على استحياء للعلن، ليس أكثر وهناك ما هو أخطر.
وفى نص المقال الذى نشرته فى «روزاليوسف» عام 2009 بعنوان «تحالف الخفاء» قلت: «كثيرا ما يكون الظهور على مسرح السياسة الدولية مصحوبا بارتداء الأقنعة لمنح الرأى العام صورة تناقض حقيقة ما يجرى خلف الكواليس وتحدده أجندات المصالح والأهداف المشتركة لقوى المعادلة الدولية.
ومن ثم فإن تحديد الملامح الحقيقية للوجه يتطلب غض الطرف عن الصورة المطلوب تصديرها والتركيز الكامل على التحركات والأفعال والنتائج والمستفيد منها للوصول إلى الحقائق»..........
واختتمته بـ «وشهد شاهدا من أهلها، محمد على ابطحى نائب الرئيس الايرانى السابق محمد خاتمى للشئون القانونية والبرلمانية الذى قال فى محاضرة امام وسائل الأعلام العالمية فى ختام أعمال مؤتمر «الخليج وتحديات المستقبل» الذى نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية مساء الثلاثاء 13 يناير 2004بأبوظبى: «لولا التعاون الإيرانى لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة».. فإذا كانت خطورة النظام الإيرانى تفوق خطورة بغداد وأفغانستان على مصالح أمريكا لماذا لم تبدأ بطهران وكم من الأنظمة العربية ستتآمر عليها إيران مع أمريكا وإسرائيل؟