الجمعة 3 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
26 يوليو

26 يوليو






سنتوقف كثيرا أمام يوم 26 يوليو الماضى الذى شهد خروجا عظيما من الملايين من المصريين إلى الشوارع، لا من أجل فعل ثورى يرفع مطلبنا بتغيير دراماتيكى على المشهد السياسى، فالفعل الثورى قد تم فى 30 يونيو وحصل على استحقاقه فى 3 يوليو عندما تغير المشهد السياسى كاملا بعزل المعزول وتعطيل الدستور المشين لإعادة صياغته وإعلان خارطة مستقبل.
ولا من أجل دعوة من تيار سياسى أو حزبى أو ائتلاف من المفترض أن له ظهيرًا جماهيريا، أو حتى سياسيا من المفترض أيضا أن له باعا فى العمل الجماهيرى، فعلى مدى عامين مضيا،  كانت مستمرة من التيارات السياسية والائتلافات والسياسين لدعوة الجماهير للاحتشاد عند الميادين أو الخروج فى تظاهرات، بعضها نجح فى حشد عشرات من الآلاف فى أماكن معدودة فى محافظتين أو أكثر قليلا لا تتعدى  أصابع اليد الواحدة، ومعظمها لم ينجح سوى فى حشد بضعة آلاف وربما بضع مئات فى محافظة أو اثنتين، واقتصرت هذه الحشود على شريحة معينة أغلبها من الشباب.
ولكن استجابة لرجاء -فقط رجاء- من الفريق أول عبدالفتاح السيسى، خرجت عشرات الملايين من المصريين (30-33 مليونا فى أعلى تقدير) احتشادا فى الميادين والشوارع الرئيسية فى كل محافظات مصر بلا استثناء (رجال - نساء)، من كل المراحل العمرية (شباب - شيوخ - أطفال) بلا استثناء، من كل فئات المجتمع (فقراء - ميسورو الحال - أغنياء) بلا استثناء.
لم تكن لهذه العشرات من الملايين يوم 26 يوليو مطالب مرفوعة سياسية أو غير سياسية، كما لم تكن فقط تلبية لرجاء الفريق أول السيسى وإنما إعلان واضحا وصريح عن وجود حجم مهول لظهير شعبى تكون تلقائيا بمشاعر فطرية غايته واضحة ومحددة فى دعم وطنية رجل لم يتردد فى اتخاذ قرار بإنقاذ مصر البلاد والعباد من مصير بائس ومستقبل حالك الظلام عندما حان وقت اتخاذ القرار، ووسيلته أصبحت محددة فى الخروج العظيم بعشرات الملايين احتشادا فى كل محافظات مصر عندما تدق ساعة النصرة الشعبية للقرارات الوطنية.
منطقيا هذه العشرات من ملايين المصريين فى ٢٦ يوليو أعادت الفرز للمشهد السياسى بشخوصه ورموزه المتصدرة للحركة، ومطالباته المطروحة، وشعاراته المرفوعة، وحساباته الضيقة والواسعة والمتغيرة، وتحالفاته ومناوراته وصفقاته، وقد اختبروهم واختبروها على مدى عامين مضيا منذ ٢٥ يناير ٢٠١١.
وموضوعيا أصيبت الشخوص والتيارات والائتلافات وأيضا الأحزاب بالشحوب السياسى والجفاف الجماهيرى، وهى التى لم تدرك أن التحرك الشعبى قبل ٣٠ يونيو كان يسبقها بخطوات، وانها بفعل أدائها السياسى وخلافاتها واختلافتها وحساباتها اصبحت تقاد من الجماهير لا تقودها، فتجاوزها هذا المد الشعبى الجارف يوم ٢٦ يوليو ظهيرا للفريق أول السيسى وتفويضا له.
كل التقديرات والحسابات قد تغيرت يوم ٢٦ يوليو وخرجت من دائرة مغلقة إلى افق جديد بميلاد بطل شعبى ووجود ظهير جماهيرى مهول واسع واضح الإرادة وواسع التأثير.