كمال عامر
قنابل شبابية موقوتة
الحوار هو اللغة الأهم فى قاموس التفاهم وتقريب وجهات النظر.
منذ 30 يونيو لاحظت تراجع المشاركة الشبابية بشكل عام فى الحياة السياسية.. وجسد موقفهم بالغياب عن استفتاء دستور 2014 بنسب كبيرة.
وأعتقد أن حالة الجذب إلى الشارع والسياسة والتغييرات التى تحدث فى الحياة بشكل عام بدأت تفقد بريقها من جانب الشباب.
أضف إلى ذلك شعور الشباب بأن 25 يناير هم أصحابها حيث الشرارة أوقدوها برغم أن البداية كانت فى 250 شابًا ساروا فى الشوارع دون مقاومة وجذبوا إليهم الألوف.
وقد لاحظ الشباب أن مصر بدأت مهتمة بثورة 30 يونيو بعد تراجع 25 يناير.. ويونيو هى صناعة المصريين والكبار قبل الصغار.. المرأة والإسلاميون بجانب المسيحيين.. فى هذا الزخم تراجع اسم الشباب.. لولا وجود تمرد كممثل للفئة العمرية لا نحصر 30 يونيو فى الأغلبية الصامتة والذين لعبوا دوراً مهماً فى هذا الحدث.
ثمة أمر إضافى فى شرح غياب الشباب وهو صدمة للأغلبية العظمى منهم بعد أن كشفت شرائط مسجلة تورط العديد من الأسماء بمن كانوا قدوة للشباب فى يناير تورطهم فى الحصول على مكاسب شخصية من وراء المواقف السياسية لهم فى يناير وما بعدها فقد أتضح للشباب وللمصريين أن المجموعة التى ادعت النضال فى يناير والمشاركة فى إسقاط نظام الرئيس مبارك وسوقت لمبرراتها ما هى إلا مجموعة كانت تحركها أجندة خاصة ليس لها أى علاقة بمستقبل الوطن.
هذه الصدمة الناتجة من سقوط هؤلاء الأشخاص أمام الشباب كانت مؤلمة ولها أثر واضح، حيث اتضح لهم أن الشباب لم يكن مدركين لحقيقة الإنتهازيين الجدد ممن قادوا المشهد.
أمر آخر وراء عزوف الشباب أو تراجع مشاركته أراه فى بدء الإحساس بضرورة ترجمة ما حدث منذ ثلاث سنوات حيث لا يمكن أن يستمر الشباب فى الحياة اعتماداً على كلمات ترضية أو شعارات أو عملية انتخابات رايح.. جاى!
اكتشف معظهم أن الحياة الاقتصادية أصبحت أكثر صعوبة عما كانت عليه قبل يناير 2011 خاصة مع عدم وجود فرص للتوظيف أو للحصول على متطلبات الحياة الضرورية، وكان أبلغ تعبير من شاب قال لى: «هنقضيها سياسة ومظاهرات وشعارات وحماس.. أنا عاوز أشتغل.. وأسرتى تنتظرنى للتخفيف عنها».
مع اختفاء قادة الإخوان ممن كانوا يضخون الأموال إلى «يد» الشباب تحت أى مسمى سواء للمشاركة فى المؤتمرات أو المسيرات أو المظاهرات أو حتى الحرق وضرب النار والخرطوش وقتل الناس.. مع محاصرة روافدهم المالية.. وغياب أى جهة قد تدفع الآن.. هنا وجد عدد كبير من الشباب أنفسهم أمام موقف صعب جدا..
الشباب عادوا إلى المربع الأسوأ.. غابوا.. أو تغيبوا عن المشهد.. شعر عدد منهم بأن المستقبل يصنعه كبار اللاعبين.. وهم الكومبارس وهذه حقيقة.. والحل..
الحوار الذى دُعِىَ إليه الرئيس منصور ورئيس الوزراء د. الببلاوى هو الحل ليتفهم الشباب.. بأنهم ليسوا مهمشين.. ولا وجود لخطط استبعادهم ولا لتحجيمهم.. وإذا كان هناك من ارتكب جرماً أخلاقياً منهم فهذا موقف من أشخاص لا تعميم فيه إلى الحكومة.. لا تفقدوهم حماسهم.. استوعبوهم.. اشركوهم فى الأفكار والخطط.. اطلعوهم على ما تفعله الحكومة وإلا سيتحول كل شاب إلى قنبلة.. اللهم وحده أعلم.. كيف ستنفجر.






