كمال عامر
الإعلام.. التجييش والحلول
■ الإعلام فى مصر هو أقوى أجهزة التأثير.. له جمهوره الواسع وأعتقد أنه منذ يناير 2011 شكل الجو العام للتغيرات السياسية وبالفعل «عملها» ونجح فيها.
■ مرحلة التجييش أعتقد انتهت وهى مرتبطة بالتغيرات السياسية العميقة ونجاح الإعلام فيها وتقدمه الصفوف أمر ملحوظ.. لكن الفترة الحالية تحتاج لأدوات وآليات جديدة وهنا المشكلة أن الإعلام لم يطو صفحة التجييش أو توضيح الجرائم وكشف المؤامرات.. مازال ضيوفه برغم محاولات تبديل المزاج العام للبرامج لا يتماشى مع ما نعيشه إلا أن عملية التغيير لم تتم بما يؤثر فى المضمون والرسالة والهدف.
الملاحظ أن البلد بدأت تدخل مرحلة العمل والانضباط والانتاج.. بينما الإعلام مازال يعيش مرحلة ما قبل الاستقرار وبالتالى لكى يتجسم أو يتناغم مع الوضع الذى نعيشه يجب أن تهتم البرامج بما يحدث على الأرض.. الناس ليسوا فى حاجة لزرع قنابل خلافية.. أو إهدار الوقت حول موضوعات هشة لا تفيد، تنتهى بنهاية الوقت المحدد للبرنامج!! دون أدنى تأثير.
نعم البرامج الخلافية والمتضمنة «للشرشحة» بما فيها من ألفاظ خارج الحدود هى الاكثر شهرة بينما دراسة قضية ووضع حلول عملية قابلة للتنفيذ هذه هى احتياجات مصر من الإعلام والبرامج الحوارية.. هناك بعض الملاحظات فى ضيوف الحلقات والبرامج.. معظمهم أساتذة على الورق.. يعنى بدون تجارب أحد أساتذة الاقتصاد ظهر فى أحد عشر برنامجا ما بين تليفزيون الدولة والخاص وهو أشهر من يتحدث بالارقام الكاذبة طبعا المذيع مبهور بأرقام الوهم والكلام المعسول.. والغريب أن نفس الشخص أثناء حكم الإخوان هو من بشرنا بتصدير الرمل ومليارات الذهب الذى أخفاه الفراعنة. وقاد حملة هجوم ـ طبقا للموضة ـ ضد مبارك بعنف لدرجة أن المستمع أو المتابع للدكتور الاقتصادى الذى كل يوم له منصب لدرجة أن الاتحاد الاوروبى انزعج من ادعاء هذا الشخص بأنه مستشار له.
أنا هنا لست بغاضب من دكتور الاقتصاد لكنى غاضب جدا فمن ترك له الميكروفون ليسوق أكاذيب واضحة طبعا هذه أزمة «المعد» للحلقات ولا أعلم هل «مُعد» الحلقة لديه دراية بمن يملك حلولا لمشاكلنا.. حلول حقيقية قابلة للتنفيذ أم لا.
أنا شخصيا أشك فى أن هناك مؤامرة لكنى أرى أن هناك قصور رؤية!
■ مصر الجديدة حاليا تحتاج لعقول بتفهم متخصصة فى حلول لا تسعى لتسويق نفسها بقدر حرصها على حل مشاكل المجتمع.. ناس عندها ثقة فى نفسها.. شبعانة إعلام وتجارب.
■ إذا كان الإعلام المصرى قد لعب الدور الأهم فى توعية الناس بأهداف الإخوان المخربة تجاه البلد.. وساند كل قطاعات البلد وهيئاتها فى وقت سعى الإخوان لحرق تلك القطاعات.
الإعلام أيضا تحمل ما هو فوق طاقته وهو شريك ثورة يونيو.
لذا عليه أن يستكمل المشوار.. بتغيير مرحلة التجييش بمرحلة الحلول لمشاكل ومعاناة الناس.






