كمال عامر
تعافى.. التطوع العربى
نعلم ما أصاب «التطوع» من أضرار وصل الأمر إلى تشويه كامل للمصطلح والتشكك بالعاملين به.
البسطاء من الناس فقدوا الثقة فى هذا النوع من العمل بعد كشف القناع عن المتطوعين فى منظمات المجتمع المدنى وحصولهم على أموال المعونات الأوروبية والأمريكية مقابل ما يؤدونه من دور اتضح أنه محدد فى تحقيق مصالح صاحب المال دون أدنى اهتمام بالغير، وهو ما كشفته التحقيقات وتسجيلات النشطاء أو المتطوعين على القاهرة والناس.
المتطوع فى نظر البسطاء الآن رجل انتهازى يحقق مصالحه فقط ويستغل حاجة المواطن لتمرير رسالته.
وسط هذا الجو المشحون بالغضب على التطوع والمتطوعين.. وفى المدينة الشبابية بأبى قير بالإسكندرية دار حوار معمق لتصحيح مسار التطوع أو نزع ما لحق به من شوائب فى حضور شباب 14 دولة عربية.
دكتورة أمل جمال الدين وكيل أول وزارة ورئيس الإدارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية على يقين بما يحدث من تطورات أصابت «التطوع» والمتطوعين بأضرار. وهى من خلال تجربتها الواسعة والممتدة أيقنت ضرورة التصادم بين أفكار الرافضين والمؤيدين لعملية تنظيف للكلمة والغرض للتطوع.
فى حوار لمدة خمس ساعات بدأ بحوار ونقاش والاستماع لتجارب وانتهى بالتفاف الجميع حول مفردات ومواقف «لم الشمل».
معسكر الشباب العربى للعمل التطوعى الثامن عشر بالقاهرة، حاول شباب 14 دولة عربية الدفاع عن شعار «التطوع أسلوب حياة».
فى الحوار طالب مصطفى عباس رئيس مجلس إدارة جمعية عيون مصر للتنمية الثقافية وعضو المجلس الأعلى للثقافة، شباب العرب بوصف التطوع فى حكمة أو جملة... وسجلها على لوحة.. الكلمات دارت حول «الدعم».. ثقافة العمل التطوعى.. الوعى.. السياسات.. الصورة النمطية السلبية.. التنسيق بين الأطراف.. مظلة.. العلاقة بين المراكز التطوعية والحكومة.. الإعلام.. العزوف.. عدم وجود دافع.. إدارة المتطوعين.. غياب التخطيط.. عدم وجود مسئولية.. المصالح الشخصية.. التمويل.. الوازع الدينى.. الفرص وعدم وجود المعلومات.. البيئة المحيطة.. الشباب نفسه وعدم فهم متطلبات العمل التطوعى.. الآن حكمة سيئة السمعة.. هذه حصيلة وجهة نظر شباب العرب فى التطوع، وأعتقد أن هذه العبارات لو درسناها بعمق سنحصل على إجابات وحلول لعمل انطلاقة فى هذا المفهوم ما يعود على المجتمع بفوائد مهمة.
د.مسعد عويس المفكر المعروف حاول فى النقاش جذب الشباب للأعمال التطوعية وتوحيد الجهود بالعالم العربى وطالب تأسيس مرصد عربى لهذا النوع من الأعمال يتيح التنسيق والمراقبة ويمنح المتطوعين قوة دفع تتيح مزيدًا من النتائج.. وخلال النقاش قدم شباب العرب تجاربهم مع التطوع فى الجزائر.. جمعية فسيلة للمساحات الخضراء، جمعية الأقواس للمواهب.. فى الإمارات «سر نجاحى عطاء وطنى».. فى السودان التطوع من أجل ضحايا السيول. فى السعودية «أفطار صائم، خدمة الحجيج.. سواعد الإحساء ورجالها.. سلام لزيارة المرضي ملتقى الأحبة للمسنين».. فى تونس، المغرب، فلسطين، لبنان، الكويت، البحرين، الأردن، اليمن تجارب للتطوع ونتائج لصالح المجتمع.






