هل من زويل جديد؟
محمد عبد الشافى
كتب - محمد عبدالشافى
(من دمنهور إلى العالمية)
الثلاثاء الـ2 من أغسطس 2016 رحل عن عالمنا العالم المصرى العالمى الكبير والجليل الأستاذ الدكتور أحمد زويل عن عمر يناهز الـ70 عاماً بعد أن تربع على عرش العلم وترك إرثاً علمياً وبحثياً ينهل منه العلماء القادمون حيث تلقى تعليمه الأساسى بمدينة دمنهور ثم أكمل تعليمه الثانوي.فى دسوق بينما التحق بكلية العلوم فى جامعة الإسكندرية التى حصل منها على بكالوريوس من قسم الكيمياء عام 1967م بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف حيث تم تعيينه معيداً بالكلية، ثم حصل على شهادة الماجستير فى علم الضوء من نفس الجامعة.
انفصاله عن زوجته الأولى
يقول زويل عن هذه الفترة المرتبكة فى حياته ، بعد أن وقع الدكتور «عبد الرحمن الصدر» أوراقى، كنت فى حيرة من أمرى هل أسافر بمفردى، أم أتزوج وأسافر مع زوجتى». ومن هنا بدأ حديثه عن «ميرفت» زوجته الأولى، كانت إحدى طالباتى تقدمت لخطبتها ، وفى الحقيقة «تعجلنا»، بل ركضنا لإتمام الزواج» ، هذا الاستعجال لم نشعربه سوى بعد سنوات من سفرنا لأمريكا فى عام 1969 حيث بدأت العمل الشاق فحصلت على الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا فى علوم الليزر عام 1974م، ثم عملت باحثاً فى جامعة كاليفورنيا خلال الفترة (1974 ـ 1976) فمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا «كالتك» أحد أكبر الجامعات العلمية فى أمريكا ثم أصبحت مدير معمل العلوم الذرية وأستاذاً للفيزياء بجامعة «كالتك»، وهو أعلى منصب علمى جامعى فى أمريكا خلفاً للعالم الأمريكى «لينوس باولنج» الذى حصل على جائزة نوبل مرتين الأولى فى الكيمياء والثانية فى السلام
واتجهت زوجتى للدراسة، فى قسم الكيمياء بجامعة «تمبل» ثم إلى جامعة بنسلفانيا.
فسارت علاقتى بزوجتى إلى طريق مسدود، بين حصولها على الدكتوراه فى بيركلى ووظيفة التدريس فى كلية امبسادور، وبين مسئوليات الأمومة حيث أنجبنا طفلتنا الأولى «مها»، وكنا فى انتظار طفلتنا الثانية «أمانى»، ولكننا على الرغم من انتظارها، قررنا الانفصال فى هدوء، وأن يسير كل منا فى طريقه بعيداً عن الآخر، ويكرس حياته للعلم.
«ديمة الفحام» تدفع زويل إلى نوبل
10 سنوات كاملة قضاها «زويل» فى العمل، والدراسة، ولكنه حين التقى بالسورية «ديمة الفحام» تغير كل شىء وكان ذلك أثناء وجود «زويل» بالسعودية لاستلام جائزة الملك فيصل فى العلوم، بينما كان العالم «شاكر الفحام» يتسلم الجائزة نفسها فى مجال الأدب العربى، وبعد عودته لأمريكا، وتحديداً فى سبتمبر 1989، تم الزواج وأنجب منها أبناءه «نبيل» و«هانى» وبحب وتقدير هكذا كان يذكر «زويل» حبيبته «ديمة»، قائلاً لولا وجودها ما كان «أحمد زويل» هو العملاق الذى يعرفه العالم بهذه العبقرية.
(زويل ونوبل)
قدم الدكتور «أحمد زويل» للعلم ابتكاره لنظام تصويرباختراع ميكرسكوب يعمل باستخدام الليزر يرصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، وكانت الوحدة الزمنية التى تلتقط فيها الصورة هى «فيمتو ثانية» وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية، وبهذا الابتكار حصل على جائزة نوبل فى الكيمياء عام 1999م لتوصله لهذا الانجاز الذى ساعد فى التعرف على الكثير من الأمراض بسرعة قبل أن يفوت الأوان وجاء الإعلان الرسمى عن هذه الجائزة فى السادسة إلا عشرين دقيقة فى الـ12 من أكتوبر عام 1999
(سجل الإنجازات العلمية)
حصل على أوسمة وجوائز عالمية بلغت نحو «31» من أبرزها جائزة «ماكس بلانك» فى ألمانيا، وجائزة الامتياز باسم ليوناردو دافنشى وجائزة «كارس» السويسرية فى الكيمياء والطبيعة،
و جائزة وولش وهاريون هاو الأمريكيتين وجائزة هوكست الألمانية وميدالية أكاديمية العلوم والفنون الهولندية وجائزة وزارة الطاقة الأمريكية «أرفع وسام أمريكى فى الكيمياء» سنة 2011 ودكتوراة فخرية، من جامعة سيمون فريزار سنة 2014 وانتخب عضواً فى أكاديمية العلوم والفنون الأمريكية وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة أوكسفورد ثم انتخبته الأكاديمية البابوية، ليصبح عضواً بها ويحصل على وسامها الذهبى سنة 2000 وعضواً بالأكاديمية الأمريكية للعلوم
ورد اسمه فى قائمة الشرف بالولايات المتحدة الأمريكية التى تضم شخصيات ساهمت فى النهضة الأمريكية، كما جاء اسمه رقم 18 من بين 29 شخصية بارزة فى علم الليزر فى الولايات المتحدة (وتضم هذه القائمة اينشتين وجراهام بل).فى أبريل 2009م، واختير ضمن مجلس مستشارى الرئيس الأمريكى للعلوم والتكنولوجيا، ، كما تم تعيينه كمبعوث علمى للولايات المتحدة لدول الشرق الأوسط.
منحته مصر وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1995م، وقلادة النيل العظمى، وأصدرت هيئة البريد طابعين بريد باسمه وصورته، ومنحته أيضاً جامعة الإسكندرية الدكتوراه الفخرية، وعلى الجانب العربى حصل على جائزة الملك فيصل العالمية فى العلوم وجائزة السلطان قابوس فى العلوم والفيزياء سنة 1989 وحصل على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة الإسكندرية.
هكذا وصل زويل إلى العالمية عن استحقاق وجدارة علمية وبحثية فائقة.. فهل من زويل جديد يسير على نفس النهج؟