الثلاثاء 3 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإدارة الناجحة

الإدارة الناجحة

الصدفة وحدها قادتنى فى الأسابيع الماضية إلى التعامل مع أكثر من جهة حكومية أو مؤسسة حكومية، وكانت المفاجأة التى لم أتوقعها هى اختلاف كبير بين المؤسسات فهناك مؤسسات أو إدارات حكومية استطاعت أن تطور نفسها وتساير العصر وتتطور بشكل مذهل، وهناك مؤسسات وإدارات مازالت محلك سر، وكأن التطور التكنولوجى الذى يشهده العالم أجمع لم يصل عندهم بعد، فعلى سبيل المثال كان مُطالبا منى شهادة ميلاد لابنتى، وذهبت للسجل المدنى للحصول عليها، إلا أننى وصلت بعد أن أغلق المكتب أبوابه بعد انتهاء فترة العمل، إلا أن أحد رجال الأمن الذى كان يقف أمام السجل أرشدنى للحصول عليها من إحدى الماكينات المثبتة فى حائط السجل من الخارج فوقفت أمامها وأنا لا أصدق وعندما أردت التعامل معها وجدت الأمر سهلا جدا ولا يستغرق أكثر من دقيقة ونصف الدقيقة، وحصلت على شهادة ميلاد ابنتى فى وقت قياسى دون ازدحام أو طوابير، وقمت باستخراج شهادات ميلاد وشهادة قيد عائلى من نفس الوقت.



نفس الأمر تكرر عند تجديد رخصة السيارة، أرشدنى أحد الأصدقاء بعدم الذهاب إلى المرور الخاص بالسيارة وأن أذهب إلى إحدى السيارات التابعة للمرور والتى تقف فى الشارع والتى تبين أنها قريبة من مكان عملى، فذهبت فى الحال واستخرجت رخصة السيارة فى وقت قياسى لم يستغرق أكثر من عشر دقائق ناهيك عن المعاملة الجيدة وحسن استقبال العاملين هناك، وعدم وجود ازدحام أو طوابير كما كان يحدث فى الماضى.

هذه الوقائع تثبت أن هناك هيئات ووزارات مثل وزارة الداخلية طورت من نفسها بشكل كبير، واستطاعت من خلال تعاملها مع الجمهور أن تجعل شعار الشرطة القديم وهو شعار الشرطة فى خدمة الشعب يتحقق على أرض الواقع، وأن المواطن عندما يريد أن يستخرج أوراقه من وزارة الداخلية مثل شهادات الميلاد أو جواز السفر أو البطاقة  الشخصية أو غيرها من الأوراق، تستطيع أن تستخرجها فى وقت قياسى دون عناء أو تعب وهناك وزارات وهيئات حكومية لم تسمع بعد عن التطوير أو التقدم التكنولوجى، وهذه الهيئات تحتاج لثورة فى الفكر الإدارى لأنها مازالت تعيش فى فكر التنظيم والإدارة العقيم والذى ورثناه منذ 100 سنة حتى مع عصر الكمبيوتر والتكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعى مازلنا نعتمد فى وزاراتنا ومصالحنا الحكومية ومؤسساتنا وهيئاتنا ومرافقنا المختلفة على كم مهول من الموظفين والسكرتارية والسعاة والسائقين، والغريب فى هذا الأمر أنه بالنظر إلى ما يدرس فى الجامعات من علوم التنظيم والإدارة مازالت تحمل نفس هذا الفكر القديم بينما العالم كله يطبق علوم الحوكمة ونظم المعلومات الإدارية.

فهناك مصالح وهيئات حكومية لو قادك حظك العثر لدخولها لاستخراج بعض الأوراق فإنك قد ذهبت إلى الجحيم، ومن الممكن أن الأمر يستغرق عدة ساعات، وأحيانا أيام رغم أن الأمر سهل وبسيط وفى الأصل لا يستغرق غير عدة دقائق، لكن الفكر العقيم والبيروقراطية المتأصلة لدى الموظف المصرى مازالت تتحكم فى تصرفاته.

على المسئولين فى الدولة أن ينظروا إلى الهيئات والمؤسسات التى تتعامل مع الجمهور بشكل مباشر بعين الاعتبار وضرورة تطويرها بشكل عصرى يصلح لزماننا هذا بعد أن توقفت بعض الوزارات عند التطوير بأكثر من مائة عام.

مصر تحتاج إلى ثورة تكنولوجية فى جميع هيئاتها ومصالحها الحكومية حتى تستطيع أن تواكب العصر ولكم فى مصلحة الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية نموذج ناجح علينا أن نقتدى به حتى نستطيع أن نواكب العصر.

حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقيادتها.