السبت 2 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

داعش ومنصات التواصل الاجتماعى (1)

داعش ومنصات التواصل الاجتماعى (1)
داعش ومنصات التواصل الاجتماعى (1)




كتب - مصطفى أمين عامر

تحولت منصات التواصل الاجتماعى إلى بيئة خصبة لعمل التنظيمات الجهادية الإرهابية بداية من التجنيد، ومرورا بالتمويل ونهاية بإصدار التعليمات إلى عناصرها والمتعاطفين معها للقيام بعمليات إرهابية تخريبة دموية .
ويعد تنظيم داعش الدموى أكثر التنظيمات الإرهابية وأحدثها الذى أستفاد من منصات التواصل الإجتماعى عبر الانترنت وأستطاع توظيفها من أجل تنفيذ عملياته بل وقام بتصنيف هذة المواقع وتحديد أفضلها فى العمل التنظيمى بل وتحذير أنصاره من استخدام بعضها مثل الـ «فيس بوك» أو «واتس اب» حتى لايتم إصطيادهم والقبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية .
وفى رسالة مباشرة لعناصره الراغبين فى الانضمام إلى حملة DeleteFacebook المُشجِّعة على حذف تطبيق فيسبوك، قال التنظيم إن هذا الأمر جيد ولكن عليهم أن يحذروا من الاستعاضة عنه بتطبيق إنستجرام فى مشاركة الصور ومقاطع الفيديو، وتطبيق واتساب فى المراسلة؛ لأنَّ ملكية كلا التطبيقين تعود إلى شركة فيسبوك منذ شهر سبتمبر عام 2012، وشهر أكتوبر عام 2014 على الترتيب.
وتابع التنظيم: تُعَد هذه علامةً على هيمنة الشركة على ساحة التواصل الاجتماعي، إذ يبلغ عدد مستخدمى فيسبوك النشطين 2.13 مليار شخص شهرياً، بينما يصل عدد مستخدمى واتساب النشطين فى نفس النطاق الزمنى إلى 1.5 مليار شخص، ومستخدمى انستغرام إلى 800 مليون شخص وان تطبيقى إيلو Ello ودياسبورا Diaspora مرحبا باستخدامهما إلا أن هذا الأمر يعد ترحيباً متفائلاً مُبالغاً فيه باعتبارها «بدائل محتملة عن فيسبوك»، ولكن هناك صعوبةً بالغة فى الحصول عليهما؛ فصحيحٌ أنَّ هذه التطبيقات والمواقع الأخرى بإمكانها توفير ميزاتٍ مشابهة لميزات فيسبوك (بل وأفضل منها نظرياً)، ولكن إذا كان أصدقاؤك وأفراد أسرتك من التنظيم لا يستخدمونها، فما الفائدة منها حينئذ؟
 وطرح التنظيم تطبيق تيليجرام وسيجنال(Signal) كبدائل أفضل بالنسبة للأعضاء الذين قرَّروا الخروج من بيئة فيسبوك مع استخدام مزيجٍ من المواقع والتطبيقات التى توفِّر ميزات معينة شبيهة، وأن تطبيقات المراسلة هى الأسهل: إذ توفِّر بعض التطبيقات مثل تيليجرام وسيجنال خدمة المراسلة والدردشة الجماعية والمكالمات الصوتية، بالإضافة إلى التشفير للحفاظ على خصوصية اتصالات المستخدمين حتى أنَّ تطبيق تيليجرام يحتوى على مجموعةٍ ناجحة من روبوتات الدردشة التفاعلية شبيهة بتطبيق فيسبوك ماسنجر.
واعتبرت داعش أن تطبيق فيرو Vero من أكثر البدائل الممكنة عن فيسبوك جاذبيةً والذى انطلق فى صيف العام 2015 بصفته تطبيقاً لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو مع التشديد على الخصوصية، على الرغم من أنه لم يُحدِث تأثيراً كبيراً حتى مطلع العام 2018، حين قفزت معدلات تحميله قفزةً هائلة مفاجئة، مما وضعه فى قمة قوائم متاجر التطبيقات فى جميع أنحاء العالم، ويكمن جزءٌ من إعجاب حاذفى فيسبوك بتطبيق فيرو فى اعتزامه أن يكون خالياً من الإعلانات، ويُخطِّط بدلاً من ذلك لبدء تحصيل اشتراك سنوى صغير فى مرحلةٍ ما، لكنَّ التطبيق تعرَّض لانتقاداتٍ بالفعل.
واعتبر التنظيم أن تطبيق Snapchat سناب شات سوف يعمل على اجتذاب بعض تاركى تطبيق فيسبوك، لاسيما بعد خضوعه لعملية إعادة تصميم (مثيرة للجدل) مؤخرا ليحظى بإعجاب المستخدمين الجدد على الرغم من أنه فى عام 2017 شهد العديد من التكهُّنات بأنَّ بعض مستخدمى سناب شات تركوه واتجهوا إلى تطبيق انستجرام على وجه الخصوص، بالرغم من عدم وجود مؤشرات حتى الآن على تغيُّر هذا العزوف عن استخدام سناب شات فى الاتجاه المقابل بعد الكشف عن فضيحة شركة كامبريدج أناليتيكا البريطانية.
ويعد تطبيق نيكستدور Nextdoor مناسبا للعناصر التنظيم حيث يركز تركيزاً أكبر على الميزات المحلية، إذ تقوم فكرة تطبيق نيكستدور (Nextdoor) على توصيل المستخدمين بأشخاصٍ فى مجتمعهم الواقعى الذى يعيشون فيه، وهو الذى يعتبره التنظيم ميزة مناسبة لعناصره داخل الولايات التابعة له وخاصة فى الشرق الأوسط وآسيا.