حكاية «مصحف رشيد» الذى كتبه تلميذ شيخ الخطاطين المصريين

كتب - علاء الدين ظاهر


«وراء كل قطعة أثرية حكاية لها تاريخ»..هذه الحقيقة قد لا يعلمها كثيرون من زوار المتاحف والآثار، لكنها معروفة للمتخصصين من أهل الآثار والأثريين، لكننا نبحث وراء هذه القطع الأثرية لنعرف الناس بها وبحكاياتها.
وفى متحف رشيد الوطنى، هناك قطع أثرية كثيرة على قدر كبير من الأهمية، ومنها مصحف كريم بخط حسن حلمى من تلاميذ محمد مؤنس زادة ومؤرخ بسنة 1294 هجري، ويرصد هذا المصحف المكتوب بخط بديع مرحلة مهمة من تاريخ الخط العربى وفنانيه الكبار.
بدورنا فى «روزاليوسف» بحثنا كثيرا عن تاريخ صاحب الخط الذى تمت به كتابة المصحف وهوحسن حلمي، لكننا لم نتوصل إلى أى معلومة موثقة تعرفنا من هو أو أعماله السابقة، وانتقلنا للبحث عن تاريخ أستاذه»محمد مؤنس زادة»وكان هذا سببا فى إدراكنا لجمال وروعة خط التلميذ صاحب المصحف.
ويعد الخطاط محمد أفندى مؤنس زادة شيخ الخطاطين المصريين فى عهده ورائد النهضة الخطية بها، وهو أستاذ الكثيرين من أهل مصر ومنهم محمد بك جعفر مدرس الخط بمدرسة دار العلوم وكاتب حروف المطبعة الأميرية، وقد عمل محمد مؤنس زادة خطاطاً بالمدارس الأميرية عام 1285 هـ.
والإنتاج العلمى والفنى لزادة كثير، ومنه كتابه «الميزان المألوف فى وضع الكلمات والحروف»المطبوع بمطبعة المدارس الأميرية بمصر، كما أنه كتب نسخة من كتاب دلائل الخيرات سنة 1277 هـ، وأجاز العديد من تلامذته فى الخط، وكان ممن تأثر بخطوطه تأثراً شديدا الخطاط سيد إبراهيم، وإن كان تاريخ وفاة زادة غير معلوم بدقة لكنه طبقا لمؤرخى الخط فى الغالب توفى فى حدود سنة 1290 هـ ، 1318 م.