عصام عبد الجواد
أخطر من داعش
فاطمة البالغة من العمر 9 سنوات فتاة فى غاية الجمال والبراءة حملها والدها الذى يدعى أبونمر إلى قسم شرطة الميدان فى مدينة الغوطة بدمشق فى سوريا وبدلًا من أن يشترى لها قطع الشيكولاته أو الألعاب الجميلة فى تلك المنطقة قادها والدها لأن تذهب بنفسها إلى قسم الشرطة وتنطلق وسط الزحام وما عليها إلا أن تضغط على الحزام الذى يلف وسطها فينفجر ليحولها إلى أشلاء ويوقع 17 مصابًا من ضباط الشرطة وتضيع براءة فاطمة الطفلة الصغيرة التى لا تعرف بأى ذنب قتلت ويفاجئ الجميع بوالدة فاطمة فى ذلك الوقت الذى مر عليه ما يقرب من 8 سنوات وهى تظهر على الفيس بوك بمقطع فيديو يجمع فاطمة وشقيقتها ووالدها يتحدث إليهم عن العملية التى ينوى إرسالهما لتنفيذها وهى تفجر نفسها داخل قسم الشرطة حيث قامت فاطمة بتفجير نفسها بالفعل داخل قسم الشرطة بينما عادت شقيقتها إلى المنزل لأن الشرطة لم تسمح لها بالدخول إلى مركز الشرطة أما والدتها فقد نشرت فى مقطع الفيديو تفجير ابنتها وتقول هذه صور فاطمة قبل أن تغزو دمشق هذا المشهد المؤلم يجب أن يعيد تفكيرنا جميعًا فى هذا الموقف بعد أن نجحت الثورة السورية فى إسقاط نظام الأسد وأصبحت سوريا حاليًا حرة مستقلة ورغم أن والد ووالدة فاطمة منهم من قتل وهو الأب ومنهم من سجن وهى الأم التى أصبحت حرة طليقة الآن وأصبحت سوريا حاليًا ترفض وجود جماعات مسلحة وتطالب بتسليم أسلحة الجماعات التى كانت متناحرة فى وقت سابق إبان حكم الرئيس الهارب بشار الأسد الآن هناك خطر كبير على سوريا وغيرها من الدول سواء دول الجوار أو الدول الأوروبية والعربية التى هاجر إليها المقاتلون وأنجبوا أطفالًا أو تحول أطفالهم إلى آلة قتل جماعية وقت الثورة وحتى سقوط بشار الأسد لأن خطورة الموقف أن أطفال داعش والجماعات المسلحة التى كانت موجودة دربت الأطفال وعلمتهم كيفية القتل والذبح وتقطيع البشر فهؤلاء الصغار عاشوا حياة مختلفة نهائيًا عن باقى البشر عاشوا طفولتهم وسط الجيش والجماجم ورائحة الدماء ومن الطبيعى أن يكونوا أكثر دموية وأكثر عنفًا فى المستقبل.
ولأن هذه الجماعات كانت على يقين فى وقت سابق أنها سوف تنهزم فكان لابد لها أن تترك مكانها بأى شكل من الأشكال ومن يواصل مسيرتها فعهدت إلى هؤلاء الأطفال أن يواصلوا مسيرتها وهى تعلم أنهم الأكثر دموية والأكثر شراسة من جيل داعش والقاعدة والنصرة وغيرها من جماعات الإرهاب والعنف.
هذا الأمر يجب أن يؤخذ فى الاعتبار خاصة بعد أن عادت سوريا إلى حريتها وأصبحت الجماعات المسلحة حاليًا غير محظورة والخطر ليس منها ولكن الخطر الحقيقى سيكون من هؤلاء الأطفال الذين يكبرون كل يوم وينتقلون من مرحلة إلى مرحلة لكن الحقيقة أنهم متشبعون بعمليات القتل والتدمير والتفجير فماذا سيكون مصير هؤلاء هل سينخرطون فى العملية السياسية أم يكون لهم أدوار أخرى فى المستقبل خاصة أن أسماءهم غير مسجلة فى قوائم الإرهاب أو التطرف ويستطيعون أن يسافروا إلى أى دولة وأى مكان دون أن يستوقفهم أحد والبعض منهم قد كبر الآن وأصبح سنه أكثر من 18 عامًا بعد أن كان طفلًا صغيرًا لا يتجاوز العشر سنوات فلن يتم كشفهم بسهولة وهم الذين كانوا يحتاجون لإعادة تأهيل نفسى وذهنى حتى يعودوا إلى الحياة الطبيعية لكن الأمر الآن اختلف .. نتمنى من الله أن يكونوا عادوا إلى رشدهم حفظنا الله ووقف نزيف العنف باسم الإسلام.. حفظ الله سوريا وأعادها إلى سابق عهدها قوية مستقلة.
حفظ الله مصر جيشًا وشعبًا وقيادة.