الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الألتراس " وقود الثورة " مش ناسيين التحرير




 شهد عام 2007 الظهور الأول لألتراس أهلاوى حيث ولدت الرابطة فى هيئة ملائكية بداية من مباراة الأحمر أمام إنبى يوم 13 إبريل 2007 ومنذ ذلك التاريخ زينوا مدرجات الأهلى فى كل المناسبات حتى جاء مارس 2010 الذى تعرض فيه أعضاء الرابطة لموقف غاية فى الصعوبة بمحافظة أسيوط عندما وجدوا تعنتًا كبيرًا من جانب الأمن هناك خلال إحدى رحلاتهم لمؤازرة المارد الأحمر وتم احتجاز 11 فردًا من الجماهير لعدة أيام قبل أن يتم الإفراج عنهم وكانت تلك الرحلة هى بداية الأزمة بين الألتراس وإدارة الأهلى من ناحية، ووزارة الداخلية من ناحية أخرى.
ثم استغل الألتراس ثورة 25 يناير التى شاركوا فيها فى الخفاء عن طريق كلمة سر نشروها على موقعهم الرسمى فى الانتقام من الداخلية على طريقتهم وخلال انتقامهم منها كسبوا تعاطف الشارع المصرى الذى انتفض فى وجه الظلم حيث كان الأمن هو اليد القاسية للنظام المستبد قبل 25 يناير 2011 فحوَّل موقف الألتراس المعادى للداخلية أفراده، أبطالا للمقاومة والنضال.

وكان ألتراس الأهلى والزمالك فى الصف الأول يوم انطلاق ثورة 25 يناير يتراصون صفوفا فى وجه جنود الأمن المركزى على مشارف ميدان التحرير وقاتلوا بعدها ببسالة فى موقعة الجمل ولعبوا دورًا كبيرًا فى مواجهة شارع محمد محمود التى لولاها لسرقت الثورة إلى الأبد وفى الأيام الأخيرة رفعوا لافتات فى الملاعب تناصر الثورة وتؤكد مبادئها وتصر على مطالبها. لكل هذا كان لابد أن يعاقبهم أعداء الثورة عن طريق ما جرى فى استاد بورسعيد، والذى رفضوا اعتباره «شغب ملاعب» أو أنه تصرف أهل مدينة وراءهم تاريخ من النضال.

ألتراس لا يقف ولا يلتقط أنفاسه، يفكر دائمًا فى حلول سريعة وجديدة، ومنها فكرة الموتوسيكلات التى تفتق عنها ذهن الشباب لنقل المصابين من المتظاهرين عندما تعذر نقلهم بالسيارات التى لم تستطع شق الصفوف أصحاب هذا الاقتراح كانوا شباب الألتراس ثم بعد ذلك كانت صفاراتهم هى الإشارة لسائقى الدراجات النارية للتوجه إلى المنطقة التى تمتلئ بالمصابين ليتشكل فريق آخر من المتظاهرين ليوجه سائق الدراجة الذى يحمل المصاب إلى المستشفى المختصة بحالة المصاب سواء كانت حالة اختناق أو إغماء أو إصابة خرطوش.

لم يقابل ظهور الألتراس منذ بدايته بترحاب كبير بل على العكس شنت وسائل الإعلام الرياضية هجوما على مجموعات الألتراس واتهمتهم بالتعصب وفقدان الروح الرياضية والتسبب فى كثير من الصدامات بين مشجعى الأندية ولم يختلف الحال كثيرًا مع أجهزة الأمن فمنذ اللحظة الأولى، نظرت تلك الأجهزة للألتراس بعين الريبة واعتبرتهم تهديدًا لها إما بسبب خشيتها من أن تؤجج مجموعات الألتراس العنف فى الملاعب أو نتيجة لقدرة الألتراس الكبيرة على الحشد والتنظيم وإمكانية استغلال تلك القدرة فى عالم السياسة ففى الوقت الذى كانت تحظر فيه أى تجمعات أو مظاهرات صغر حجمها أم كبر وتقابل بعنف شديد من قبل أجهزة الأمن كان الآلاف من شباب الألتراس يتجمعون فى المدرجات تحت سمع وبصر أجهزة الأمن.

ونتيجة للتضييق الذى تعرضت له فى المباريات من قبل الأمن بمنعها من إدخال أدوات التشجيع.

لكن هذا العداء بين الألتراس وأجهزة الأمن لم ينتقل إلى حيز السياسة قبل ثورة 25 يناير فلم يكن للألتراس دور يذكر فى الحياة السياسية المصرية وحتى عندما ظهرت الدعوة لمظاهرات 25 يناير أصدرت بعض مجموعات الألتراس وتحديدًا ألتراس أهلاوى والوايت نايتس الزملكاوى بيانًا أكدوا فيه أنهم «مجموعة رياضية فقط وليس لها أية اتجاهات سياسية أيًا كانت نوعيتها أو انتماءاتها» ومن ثم فإنها لن تشارك فى المظاهرات أو أى تظاهرات سياسية أخرى. وأشار البيان إلى أن كل عضو من أعضاء الألتراس حر فى اختياراته السياسية لذا فمشاركة أى عضو فى أى جماعة سياسية أو أى حدث سياسى هو أمر خاص لا دخل للالتراس به من أية ناحية كما أن أية أفكار للأعضاء خارج مجال الرياضة هو تعبير مستقل عن ذاتهم لكن مع تصاعد وتيرة المظاهرات اعتبر أعضاء الألتراس أنفسهم جزءًا فاعلا فى أحداثها ضد ممارسات الشرطة القمعية وتحدثت بعض التقارير الصحفية عن دور ملحوظ لشباب الألتراس فى ثورة 25 يناير وخاصة يوم جمعة الغضب فى 28 ينار 2011 واحتلالهم الصفوف الأولى فى مواجهة قوات الشرطة نظرًا لخبرتهم الكبيرة فى التعامل مع الشرطة خلال السنوات الماضية ومعرفتهم بتكتيكات وتحركات قوات الأمن. ومنذ ذلك الحين تحولت ظاهرة الألتراس فى مصر من ظاهرة رياضية تجمع مشجعى الأندية الرياضية وترغب فى مساندة فرقها إلى ظاهرة سياسية بامتياز واكتسبت المنافسات الرياضية نكهة سياسية واضحة ليس فقط بين الجماهير بعضها البعض بل بين مجموعات الألتراس المختلفة من ناحية وقوات الشرطة المصرية من ناحية أخرى. فكثيرًا ما شهدت المباريات هتافات من قبل الألتراس تعتبرها الشرطة معادية وتطور الأمر فى بعض الحالات. وقد ظهرت مجموعات الألتراس فى العديد من الأحداث السياسية بعد الثورة مباشرة حيث شارك الألتراس فى حماية أسر الشهداء أثناء محاكمة مبارك وشاركت فى العديد من المليونيات أبرزها مليونية 9 سبتمبر ولعبت دورًا كبيرًا فى المظاهرات التى اندلعت مجددًا فى التحرير ابتداءً من يوم 19 نوفمبر 2011 واحتلوا الصفوف الأمامية فى مواجهة قوات الشرطة والأمن المركزى. وقد استثمر أعضاء الألتراس سنوات خبرتهم بالتعامل مع قوات الشرطة فى المباريات الرياضية فقد استخدموا تلك الخبرة فى مقاومة التخريب الذى عمدت إليه قوات الأمن فى زمن مبارك ولأن كل النوادى الكروية الكبيرة لديها منظمة من الألتراس فهم ليسوا منظمة واحدة متماسكة فمنهم «ألتراس أهلاوى» وألتراس الزمالك «وايت نايت» وغيرهم هؤلاء جميعًا يتبعون فى تكتيكهم مبدأ «الكر والفر» وصمد الألتراس فى المتاريس الأمامية أمام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى، فى بداية الثورة ومنذ تلك الأيام ظل الألتراس فى الجبهة الأمامية وعلى مر الشهور الماضية كان الألتراس يهتفون فى الملاعب بضرورة حكم مدنى لمصر.

وقد بدأ ألتراس الزمالك «الوايت نايتس» الحشد لذكرى ثورة 25 يناير الثانية وأصدر بيانًا عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» جاء فيه: «مع اقتراب الذكرى الثانية لثورة 25 يناير نذكركم أننا لم ننسَ دماء الشهداء الذين سقطوا من أجل الوطن وبراءة ضباط الداخلية القتلة». وأضاف البيان: «إلى هؤلاء الذين عاشوا حياتهم فسادًا والذين لم تطلهم أيدى العدالة حتى الآن والذين سنظل وراءهم مطالبين بالقصاص لشهداء ثورتنا ملاحقين لهم إلى أن يقضى الله أمرًا كان مفعولا» مختتما بالقول «إلى كل هؤلاء: مش ناسيين التحرير».

ومن جانبه أكد عبدينيو كابو ألتراس أهلاوى أنه يشعر بتعرضهم لظلم كبير من وسائل الإعلام فنحن نقوم بالتشجيع المثالى فى المباريات ونقف خلف فريقنا حتى يحقق الانتصارات ونعبر عن ذلك بالعديد من الوسائل التى لا تضر مثل «الدخلات» التى نصرف عليها الملايين ويشيد بها الجميع.
وأضاف أننا شاركنا فى ثورة 25 يناير وكنا فى ميدان التحرير مع الثوار من أجل رفع الظلم عن مصر والحمد لله نجحنا فى ذلك ومن العيب أن يتم اتهامنا بإثارة الأزمات وإلصاق التهم بنا مع كل حادث مشين فى البلد.

قال كريم عادل كابو ألتراس أهلاوى أيضًا أن دور روابط الألتراس لا ينكره أى شخص فى ثورة 25 يناير ولسن مخربين ونرفض إلصاق التهم بنا جزافا والثورة لعبت دورًا فى تقريبنا من الألتراس الزملكاوى وسنظل دومًا درعًا لنبذ الظلم وسنتحلى بالتشجيع المثالى فى المدرجات.