هايدى منتصر: المسيحية لا تُحرم الغناء ولكن بشروط

حاورها - مايكل عادل
«احْمَدُوا الرَّبَّ بِالْعُودِ..بِرَبَابَةٍ ذَاتِ عَشَرَةِ أَوْتَارٍ رَنِّمُوا لَهُ» هكذا كان شعارها منذ صغرها، وهبها الله صوتاً قوياً ومعزياً أراد من خلاله ان يكون له دورا فى الحياة..والحياة بها كل من أوقات الفرح وأوقات التجارب، فقبلت التحدى فى عالم الترانيم والتسبيح منذ ان كان عمرها 15 عاماً، وبعد مسيرة طويلة أصبحت هايدى منتصر من أهم وأشهر المرنمين الأقباط فى مصر والخارج ، الأمر الذى كان لها هذا اللقب «صوت المطر والخير».
■ كيف ترين أحوال الفن المسيحى الآن؟
رغم تأثير الإنترنت والسوشيال ميديا على الفن عموما، وبالتالى على الميديا المسيحية، بالإضافة إلى قلة الإنتاج سواء السمعى اوالمرئى، إلا أنه مازال هناك موضوعات تقدم بشكل جميل ومختلف جميلة ولها تأثير جميل، ونأمل أن يكون الحال أفضل وأفضل.
■ هل اختلفت موسيقى الترانيم فى عصرنا الحالى عن السنوات الماضية؟
أكيد طبعا، زمان كانت الترنيمة تقدم بآلة واحدة فقط أو بدون أى موسيقى تماما لكن الآن الترنيمة تقدم بشكل متكامل ومتنوع فى التوزيع الموسيقى.
وحابب أقولك كمان.. زمان كانت الترنيمة ممكن تصل مدتها الى ١٠ دقائق مثلا، لكن جيل الشباب حاليا لا يستطيع سماع اغنية اوترنيمة لأكثر من إلى ٥ دقائق بالكثير.. إيقاع الحياة سريع وكذلك الموسيقى الآن لم تعد طويلة ومختصرة وتناسب الشباب أكثر من السنوات الماضية.
■ أعتقد أن هايدى من أول المرنمين فى مصر فى استخدام الموسيقى الحديثة وغير التقليدية، كيف جاء ذلك؟
نعم ربنا باركنى وكان له تدبير وترتيب فى ظهورى للناس بشكل ترانيم مختلف عن اللى فأذهانهم، ويرجع الفضل فى هذا الأمر بعد ترتيب ربنا للمهندس أسامة فاروق صاحب شركة ماريا فون، الذى كان له رؤية مختلفة فى ظهورى بشكل مختلف عن الآخرين وقتها، من خلال ترانيم ذات موسيقى جميلة وكاملة ورائعة تجذب انتباه السامعين، وكان يقول لى: ليه الشباب ما يستبدلش «سى دى» الأغانى بـ«سى دى» ترانيم يقدم فيه كلمة ربنا مع المزيكا اللى بيحبها وبيلاقيها فى الأغانى، ودة حقيقى حصل بالفعل وفى الوقت دة مفيش حد من المرنمين قدم دة، فكنا من أوائل الناس اللى تقدم ترانيم بشكل راقى مختلف جعل الشباب يتشجعوا لسماعها ومنذ ذلك الحين بدأ مرنمين آخرين بدأوا ينفذوا نفس شكل الموسيقى والتوزيع فى ترانيمهم.. وهذا الأمر أسعدنى كثيرا.
■ ولكن هناك من يعارض تلك الموسيقى؟
أعتقد أن الأشخاص المتأثرون بترانيم التراث التى كانوا يسمعوها بآلة واحدة فقط مثل العود مثلا، بالنسبة لهم مقدروش يتقبلوا دة بسهولة، لكن ف المقابل ناس اكتر فرحت بالجديد جدا وحست أنهم مش محتاجين يسمعوا أغانى هما بيسمعوا عمل متكامل من كلمات روحانية عميقة ولحن جميل وموسيقى راقية.
■ ما رأيك فى هؤلاء اللذين يعتبرون الترانيم الحديثة غير مؤثرة؟
أحيانا بيكون كلامهم مظبوط، وفى اعتقادى الشخصى من أهم عوامل نجاح الترنيمة هوكلامها القوى ذوالهدف والرسالة الواضحة اللى بيقدر يغير ويؤثر فى حياة ونفوس كثيرين، وحاليا أشخاص كثيرة بيقدموا ترانيم عديدة ولكن كلامها بيكون ضعيف للغاية فمبيكونش له تأثير قوى وبتنسى مع الوقت، وأكيد بجانب الصوت والإحساس فهما لهما تأثير أكبر إذا كانوا نابعين من القلب وعن علاقة حية بربنا.. «اللى بيخرج من القلب بيوصل للقلب».. وده كمان بقى قليل ونادر
■ هل تسمعين الترانيم الأجنبية؟ وهل قمتى بإلقاء ترانيم بلغات ولهجات أخرى غير المصرى؟
آه أنا بسمع ترانيم بلغات أجنبية ولهجات تانية كتير، ونعم أنا رنمت you raise me up الأجنبية نصفها أجنبى ونصفها عربى، وفى خدمتى برنم بالسورى وباللبنانى وبالعراقى.
■ ما ردّك على الشائعات التى تلاحقك بين الوقت والآخر كمرنمة شهيرة؟
الشخص اللى ربنا أراد أنه يكون تحت الأضواء أو معروف فالشائعات بتكون كتير قوى وعلى كل جوانب حياته وللأسف معظمها مبيكونش له أى أساس من الصحة.. ردى أحيانا بيكون صامت يعنى بسمعها وبسكت، وأحيانا كتير بضحك، وأحيانا برده بضايق لأنها بتكون سخيفة قوى ومؤذية.
■ هناك بعض الشائعات انك فى عمر الخمسين عاما.. مطلقة.. مغرورة.. تعيشين خارج البلاد.. ما ردّك على هذا؟
«ضاحكة» بصراحة يا مايكل.. الشائعات كتير وكل واحد فينا بتطلع عليه شائعات طالما هوفى مكانة أو شخصية عامة.
أولا بخصوص العمر.. أنا لم أدخل عالم الثلاثينيات ولكن الناس تعتقد أنى كبيرة ودة بسبب انى بدأت فى خدمة الترانيم فى سن صغير جدا وكان عمرى وقتها الـ١٥ سنة تقريبا، ودى معلومة ناس كتير متعرفهاش فبيتوقعوا أنى كبيرة سناً ولنبرة صوتى اللى بتدى إيحاء انى كبيرة سنا كمان.
أما فكرة إننى تزوجت ومطلقة هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق بل بالعكس فأنا «سينجل» وأصلى بخصوص الارتباط واضعة فى يد الله هذا الأمر وهو قادر أن يهدينى شريك حياتى.
أما اننى مغرورة ومتكبرة دى إشاعة كل الناس بتقولها تقريبا بس للأسف ميعرفونيش ومتعاملوش معايا قبل كده حتى من أيام الجامعة بيقولوا كده وده لأن طبيعتى هادية ومبتكلمش كتير، فبيتوقعوا كدة، لكن أنا شخصية بسيطة جدا وكلمة مغرورة دى بعيدة كل البعد عنى.. وكمان ناس كتير قالت أنى عايشة فى أوروبا أو سوريا أو لبنان لكن أنا عايشة فى مصر وليس خارجها.
■ وما مواصفات شريك حياتك التى تتمنيه؟
أن يكون لدية مخافة ربنا، وحنين وطيب القلب، ويحبنى لشخصى وليست كمرنمة ولدية رؤية لخدمتى فيقدرها، أما أنا فسأكون له السند والمعين النظير.. سأكون له كل شيء فى الحياة.
■ كيف يكون التوافق بين خدمتك كمرنمة وبين حياتك العملية؟
رغم حبى لخدمتى كمرنمة إلا أننى لست متفرغة بالكامل لها، لأن لدى أعمال أخرى، فضلا عدم رغبتى فى التحرك كثيرا فى الخدمة لأنى فى الحقيقة «بيتوتية» جدا وقليلة فى ظهورى إعلاميا.
■ هل فكرتى فى تثقيل خبراتك ومهاراتك بالدراسة؟
بالفعل نعم أنا حاليا بدرس مزيكا بتوسع لدعم الموهبة بالعلم، وبسعى لأخذ درجة علمية فيها أيضا.
■ بما أن هناك تشابة بين صوتك وبين شيرين عبدالوهاب هل جربتى الغناء؟
بصراحة يا مايكل أنا اتعرض عليا أنى اغنى كتير قوى لكنى كل مرة أرفض
■ لكن أتوقع أن يكون لديك اغانى فى المستقبل؟
ليس لدى أى مانع للغناء ولكن بشرط أن يكون موضوع اجتماعى اووطنى له رسالة وهدف
■ ظن كثرين بأن ترنيمة خارج أسوارك يا أورشليم من أداء المطربة شيرين عبد الوهاب.. كيف تعاملتى مع هذا؟
نعم بالفعل حدث هذا، ولكن أعلنت المطربة شيرين عبد الوهاب فى البرنامج الهير وقتها «البيت بيتك» مع الإعلامى محمود سعد، حيث طرح عليها سؤال بخصوص أنها تقدم ترانيم مسيحية، ونفت تماما أنها قامت بالترانيم وقالت أنه مجرد تشابه أصوات، وفى واقع الأمر لم يكن يعنينى إلا أن تصل الرسالة إلى قلوب الناس.
■ من من المطربين أو المرنمين تحبين سماعهم؟
فى الترنيم يوجد مرنمين لديهم صوت جميل ورائع ولكن أكثر ما أحب سماعه وهم الأقرب إلى قلبى زياد شحاتة وماهر فايز وفادية بزى، أما فى الغناء بسمع فيروز ووديع الصافى ووردة الجزائرية واحيانا آمال ماهر وعمرودياب فى الجيل الحالي.
■ ما طموحك للميديا المسيحية؟
بتمنى يكون هناك إنتاج كبير ومتسع ومتنوع فى الميديا المسيحية وتقديم كل ما هو راق وجديد ومختلف وله رسالة قوية وهدف لن أهم شيء هو تمجيد اسم الله، ويأتى بثمر ثلاثين وستين ومية وربح نفوس كثيرة بعيدة عن الله، وعطشانة للسماع عنه.
■ ما الجديد لدى هايدى منتصر؟
أنا حاليا بحضر فى ألبوم جديد مع شركة انتاج ضخمة، ألبوم مختلف فيه موضوعات ورسائل مختلفة، وأصلى الى الله ان يكون سبب تعزية وسندة وبركة لكل الناس وأولهم أنا، وهتنزل منه ترنيمة سنجل قريبا.
■ هل من الممكن أن نرى هايدى ممثلة؟
«ضاحكة» أنت شايف إيه؟! بصراحة مش عارفة إذا كنت بعرف أمثل أولا؟ بس ليه لا؟! كل شيء جايز
■ كيف لى أن أفرق بين الترنيمة ذات الهدف والترنيمة ذات الشهرة؟
الترنيمة ذات هدف بيكون كلامها له موضوع ورسالة واضحة لكل اللى بيسمعها، لدرجة أن ممكن الترانيم قد تغير حياة إنسان أكثر من الوعظ على المنابر، لكن هناك أيضا ترانيم فقط أصحابها بيكون هدفهم هو الشهرة فقط وليس الهدف وأحيانا يضطرون للكذب وللادعاءات أنها تحت اسم مرنمين معروفين عشان تتسمع وخلاص، وده حصل معايا شخصيا فى ترنيمتين «أوقات بتوب» وترنيمة «يا عدرا يا أمى»، وهى ترانيم ليست لى «مش بتاعتى»، لكن السوال هنا ليه انتشرت على سوشيال ميديا وفى كل المواقع باسمى بدون معرفة الأسباب وراء ذلك؟!
■ واحنا فى نهاية سنة ومشارف سنة جديدة.. ما أمنياتك للعام الجديد؟
أتمنى سنة حلوة وهادية ومليانة سلام وحب بين الناس ومليانة خير وفرح.. وكل اتنين متخاصمين يتصالحوا ونسامح بعض علشان الدنيا مش مستهلة خالص أى صراعات..
أتمنى تعويضات من إيد ربنا للمظلومين والمديونين والمجروحين والتعبانين والمكسورين والمتألمين والمتضايقين وتيجى ٢٠٢٠ وتغيير أحوالهم للأحسن وبتعويضات مفرحة، لأن الله هواللى بيعوض عن السنين التى أكلها الجراد وهواللى بيدى جمال بدل الرماد وهواللى بيحّول النواح لأغانى وتسبيح وأفراح.
أتمنى الناس يكون هدفها السما وتعيش دايما حياة الاستعداد وأتمنى السلام والأمان لمصر الغالية اللى فى قلوبنا.