الوادى الجديد جنة خضراء وثقافة سحرية (1)

منذ سنوات بعيدة نُقش فى عقولنا ونحن صغار أن هناك محافظة بعيدة فى عمق الصحراء تسمى الوادى الجديد أصدر قراراها الرئيس جمال عبد الناصر،تتكون من عدة واحات مهمة، منها الخارجة والداخلة وباريس والفرافرة، وأن هذه الوحات عبارة عن بقعة خضراء فى قلب الصحراء،صادف ذلك أن أحد أصدقاء الطفولة،على الدجوى رحمه الله،كان له خال يعيش فى تلك الوحات، فكنت استوثق منه كلما أراه وأسأله وانا صغير:هل يوجد زرع وحقول فعلا وسط الصحراء فيؤكد لى ذلك،ظل الأمر متعلقا بذهنى وقلبى حتى زرت الوادى الجديد عام 2015 لافتتاح مؤتمر الإقليم بصفتى وقتها رئيسا للهيئة العامة لقصور الثقافة،كان ذلك مع الصديقة العزيزة الدكتورة فوزية أبو النجا رئيس إقليم وسط الصعيد وأحد أفضل رؤساء الأقاليم فى الهيئة العامة لقصور الثقافة عملا وإخلاصا. لم تبرح واحات الوادى الجديد رأسى منذ مغادرتها فى هذا العام لأننى لم أرها كما يجب،فقد زرتها فى زيارة مكوكية بلغت أكثر من 10 ساعات بالسيارة وعدت مباشرة بعد إفتتاح المؤتمر لمتابعة شىء ما ببورسعيد،ظلت الوحات فى ذهنى حتى بدأت أفكر فى خدمة هذا المكان الذى أحبة عن طريق قوافل عيالنا التى نطلقها من المركز القومى لثقافة الطفل لخدمة الطفولة فى أقاليم مصر، وعرضت على السيدة الفنانة الدكتورة إيناس عبدالدايم وعلى الدكتور هشام عزمى مشروع القوافل فى الأقاليم فى إجتماع القيادات فرحبا جدا، فطلبت من الدكتور هشام عزمى أن نبدأ بمخاطبة محافظ الوادى الجديد اللواء محمد سلمان الزملوط،و تلقينا الرد منه مشكورا بالموافقة والترحيب من جانبه وتم التواصل مع الدكتورة حنان مجدى نائبة السيد المحافظ والأستاذ صلاح حسان مدير عام ثقافة الوادى الجديد والأستاذ صلاح مرغنى مدير مديرية التربية والتعليم لبدء العمل وتحديد المواعيد. تم الإعداد الجاد للقافلة من جانب المركز القومى لثقافة الطفل ومحافظة الوادى الجديد كما ينبغى من جانب الطرفين،مما يؤكد دائما على أهمية أن يكون هناك تعاون جاد ومشترك من خلال منظومة ثقافية بين المركز والمحافظات، فالنتائج بالطبع ستكون أفضل وأحسن عشرات المرات من العمل الفردى الذى يدثر به بعضنا كثيرا،فتم تجهيز قافلة مكونة من 24 فنانا وباحثا وموسيقيا وتشكيليا وممثلا ومخرجا وساحرا ولاعبى الأراجوز والعرائس من المتخصصين فى ثقافة الطفل، والمجهزين بكل الأدوات والمعدات والخامات، ومفردات النشاط المختلفة لتقديم العروض الفنية المختلفة من المسرح والساحر والأراجوز والموسيقى والورش الفنية التشكيلية وورش الحكى وورش دوائر مبادرة دوى،و المعارض المختلفة. وكانت القافلة تتكون ممن يعرفون دورهم جيدا،و ممن لديهم خبرات السنوات  فى التعامل مع الطفل،وأكملت المحافظة الصورة الرائعة بعمل كل التجهيزات اللازمة من تجهيز أماكن الإقامة والإعاشة وأماكن النشاط والانتقالات بين قرى ومدن الواحات المختلفة، وتجهيز الأطفال الذين سيتلقون الخدمة فى مختلف القطاعات،مثل قصور وبيوت ثقافة الوادى الجديد والمراكز الاستكشافية التابعة للتربية والتعليم فى الخارجة والداخلة ومراكز الشاب ونادى الشرطة وقرية بولاق وزيارة المدينة الإسلامية القديمة بمدينة بلاط وجبانة البجوات ومعبد هيبتس. وانطلقت قافلة»عيالنا» الثالثة من مقر المركز فى الجيزة فى السابعة صباحا لتقطع ما ييقرب من 750 كيلو حتى وصلت فى العاشرة مساء وهى سعيدة أنها ستفعل شيئا محترما وواجبا لأطفال مصر فى أقصى بقعة من الوطن، ففكرة المركز المتنقل فكرة شغلتنى منذ توليت المركز منذ عام وسعدت بتنفيذها فى محافظات بعيدة مثل أسيوط والسويس والوادى الجديد، ولدينا طموح أن نصل لأقصى بقعة فى مصر لنحقق العدالة الثقافة فعلا لا كلام عن طريق تلك القوافل الثقافية والفنية والتدريبية.