البورصة الذكية
فى التاسع من ديسمبر هذا الشهر احتفلت الهيئة العامة للرقابة المالية بمرور عشر سنوات على انشائها. فلسفة الانشاء تعتمد على تجميع كافة الجهات الرقابية المختصة بالقطاع المالى غير المصرفى فى جهة واحدة ولذلك فإن الهيئة تحل محل الهيئة المصرية للرقابة على التأمين والهيئة العامة لسوق المال والهيئة العامة لشئون التمويل العقارى. القطاع المالى بشقيه يتوجه حاليا نحو تفعيل الشمول المالى والتحول الرقمى لميكنة الخدمات والعمليات وأيضا لتحليل البيانات من خلال أدوات التحليل والنمذجة المختلفة. ولكن ماذا عن تقنيات الذكاء الاصطناعى ودورها فى اتخاذ القرار؟...لنأخذ مثالا على هذا البورصة والأسهم وقرارات البيع والشراء وخلافه... الأمر معقد ويخضع لعوامل كثيرة ومتعددة منها الصحيح ومنها المختلق ... تبقى الخبرة والتكرار هما مايمكن الاعتماد عليه فى اتخاذ القرارات الصائبة ولكن ماذا عن عالم متسارع يحتاج إلى أدوات وآليات سريعة لتحليل البيانات الكثيرة –العملاقة- ورسم مسارات مستقبلية متوقعة ثم تأتى بعد ذلك مرحلة تقدير المكسب والخسارة ثم اتخاذ القرار. اتخذت شركات السمسرة العديد من الخطوات فى مسار الاستعانة بتكنولوجيا المعلومات لخدمة أغراض العمل بها ولكن كما أشرنا فإنه مع التسارع فى معدل أداء الأعمال فإن مجرد رسم مسارات مستقبلية ليس بالأمر الكافى...هذا ما دعا بعض من هذه الشركات إلى اللجوء إلى تقنيات الذكاء الاصطناعى لتحليل تلك المسارات و اقتراح قرارات محددة...مثال على ذلك شركة سمسرة فى اليابان تدعى «نومورا» Nomura حيث قامت بتطوير نظام يعتمد على إدخال كم كبير من البيانات والقرارات التى تم اتخاذها من قبل الخبراء والمتخصصين ومحترفى التعامل مع البورصات المختلفة...يستطيع النظام الجديد أن يعطى تصورات واقتراحات للمستقبل... فعلى سبيل المثال يمكن للنظام الجديد الإشارة إلى أن الوضع الحالى لأسهم معينة مشابه لوضعها منذ شهرين مثلا ويعطى بيانات تفصيلية عن احتمالات التذبذب فى الأسعار ومدى الإقبال عليها وعليه يعطى مقترحات محددة بعدد الأسهم المقترح شراؤها أو بيعها والمواعيد المناسبة لذلك. الأمر يزداد تعقيدا حيث بدأت بعض التطبيقات فى الظهور وهى مرتبطة أيضا بقراءة الأخبار المختلفة و تحليلها و كذا أيضا وضع سياسات مالية للمتعاملين مع البورصة وأيضا الانتقال من وضع البدائل إلى اتخاذ القرار و تنفيذه فعليا...فى هذه الحالة يتقلص العنصر البشرى بشدة ...الصورة المثالية أن ينتهى التدخل البشرى تماما و لكن بين هذه النقطة و النقطة الحالية لدور العنصر البشرى فى التحليل و التقدير و اتخاذ القرار نجد مساحة كبيرة سيفوز فيها من يلجأ إلى توظيف الذكاء الاصطناعى أسرع. تغريدة: لايمكن تحدى قدرات الآلة على التعلم والتحليل واتخاذ القرار فالقدرات البشرية محدودة.