سعيد عبد الحافظ
تركيا وحرب المرتزقة فى ليبيا ( 3 - ٥ )
استغلت تركيا حالة الفوضى فى ليبيا وانخرطت فى الأزمة الليبية، عبر إرسال السلاح والعتاد، بل حتى المقاتلين الفارين من سوريا والعراق، وتحولت الى مأوى وملاذ للجماعات الليبية «الإخوان» و«المقاتلة»، الذين ارتبطوا معها بعلاقات كبيرة، خاصة الجماعة الليبية المقاتلة (فرع القاعدة الليبي) كعبدالحكيم بلحاج وعبدالوهاب القايد وسامى الساعدى مفتى الجماعة المقاتلة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولا تخفى الولاء له، وخالد الشريف قائد الجناح العسكرى للجماعة. ومنذ العام 2011، مثل انتشار السلاح أحد أهم التحديات التى تواجه المساعى الداخلية والدولية لإعادة الاستقرار إلى ليبيا، ورغم إصدار مجلس الأمن الدولى قراره رقم 1970، فى مارس 2011، بحظر بيع أو توريد الأسلحة إلى ليبيا، إلا أن تدفق الأسلحة المتجهة للجماعات المسلحة، تواصل من دول داعمة لهذه الجماعات وعلى رأسها تركيا، التى ترتبط بعلاقات أيديولوجية مع هذه الجماعات بمباركة التنظيم العالمى للإخوان المسلمين الذى دفع بكل قواه كى يكسب ليبيا بعد التضييق عليه فى مصر. أول دلائل الدعم التركي، ظهر فى يناير 2013، عندما أوردت صحيفة »حرية» التركية أن السلطات اليونانية عثرت على أسلحةً تركية على متن سفينةٍ متجهة إلى ليبيا بعد توقفها فى اليونان بسبب سوء الأحوال الجوية. وفى العام التالي، وتحديدا فى أغسطس 2014، دمرت قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر سفينة متجهة إلى ميناء درنة محملة بأسلحة قادمة من تركيا. وبعد ثلاثة أشهرٍ، فى نوفمبر 2014، ذكرت وسائل الإعلام التركية أن السلطات اليونانية عثرت على 20 ألف قطعة كلاشينكوف، على متن سفينة متجهة من أوكرانيا إلى ليبيا. وقال الربان التركى: إن السفينة كانت متجهة إلى ميناء هطاى جنوبى تركيا، ولكن السلطات الليبية قالت إن بيانات حركة المرور البحرية أشارت إلى أنها كانت متجهة إلى ليبيا. فى ديسمبر 2014، قامت السلطات الليبية باعتراض باخرةً كورية كانت فى طريقها إلى مدينة مصراتة الساحلية المحاصرة، وذكر التقرير أنها كانت منطلقةً من تركيا. وكانت السفينة محملةً بحاويات الأسلحة والذخائر التى يُقال إنها كانت موجهةً للميليشيات الإسلامية. وفى يناير2015، كشف مسئول بالجيش الليبى أن كلًا من تركيا وقطر كانتا تزودان عملية فجر ليبيا بالأسلحة عبر السودان، الأمر الذى يمثل انتهاكًا مباشرًا لحظر الأمم المتحدة على الأسلحة المفروض على ليبيا منذ 2011. اتهامات دعمها، فى فبراير من ذات العام، رئيس الوزراء الليبي، عبد الله الثني، الذى أكد إرسال أسلحة للميليشيات وعناصرها من الإسلاميين الذين استولوا على العاصمة الليبية، طرابلس، فى 2014. وقال فى تصريحات إعلامية :» إن تركيا بلدٌ لا يتعامل بصدقٍ معنا، إنها تصدر أسلحة لنا يقتل بها الليبيون بعضهم البعض، وهى لم تحاول إخفاء دعمها لإسلاميى البلاد بعد سقوط القذافى فى 2011، وتتواصل علنًا مع الحكومة الإسلامية التى أعلنت عن نفسها فى طرابلس».