الأحد 26 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تركيا وحرب المرتزقة فى ليبيا ( 3 - ٥ )

تركيا وحرب المرتزقة فى ليبيا ( 3 - ٥ )

استغلت تركيا حالة الفوضى فى ليبيا وانخرطت فى الأزمة الليبية، ‏عبر ‏إرسال السلاح ‏والعتاد، بل حتى المقاتلين الفارين من سوريا ‏والعراق، ‏وتحولت الى  ‏مأوى وملاذ للجماعات الليبية «الإخوان» ‏و«المقاتلة»، ‏الذين ارتبطوا ‏معها بعلاقات كبيرة، خاصة الجماعة الليبية ‏المقاتلة (فرع ‏القاعدة الليبي) ‏كعبدالحكيم بلحاج وعبدالوهاب القايد وسامى ‏الساعدى مفتى ‏الجماعة ‏المقاتلة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولا تخفى ‏الولاء له، وخالد ‏الشريف ‏قائد الجناح العسكرى للجماعة‎.‎ ومنذ العام 2011، مثل انتشار السلاح أحد أهم التحديات التى تواجه ‏المساعى الداخلية والدولية لإعادة الاستقرار إلى ليبيا، ورغم إصدار ‏مجلس الأمن الدولى قراره رقم 1970، فى مارس 2011، بحظر بيع ‏أو توريد الأسلحة إلى ليبيا، إلا أن تدفق الأسلحة المتجهة للجماعات ‏المسلحة، تواصل من دول داعمة لهذه الجماعات وعلى رأسها تركيا، التى ‏ترتبط بعلاقات أيديولوجية مع هذه الجماعات بمباركة التنظيم العالمى ‏للإخوان المسلمين الذى دفع بكل قواه كى يكسب ليبيا بعد التضييق عليه ‏فى مصر‎.‎ أول دلائل الدعم التركي، ظهر فى يناير 2013، عندما أوردت صحيفة ‏‏»حرية» التركية أن السلطات اليونانية عثرت على أسلحةً تركية على متن ‏سفينةٍ متجهة إلى ليبيا بعد توقفها فى اليونان بسبب سوء الأحوال الجوية.  ‏ وفى العام التالي، وتحديدا فى أغسطس 2014، دمرت قوات الجيش بقيادة ‏المشير خليفة حفتر سفينة متجهة إلى ميناء درنة محملة بأسلحة قادمة من ‏تركيا.  وبعد ثلاثة أشهرٍ، فى نوفمبر 2014، ذكرت وسائل الإعلام ‏التركية أن السلطات اليونانية عثرت على 20 ألف قطعة كلاشينكوف، ‏على متن سفينة متجهة من أوكرانيا إلى ليبيا.  وقال الربان التركى: إن ‏السفينة كانت متجهة إلى ميناء هطاى جنوبى تركيا، ولكن السلطات الليبية ‏قالت إن بيانات حركة المرور البحرية أشارت إلى أنها كانت متجهة إلى ‏ليبيا‎.‎ فى ديسمبر 2014، قامت السلطات الليبية ‏باعتراض باخرةً كورية كانت فى طريقها إلى مدينة مصراتة الساحلية ‏المحاصرة، وذكر التقرير أنها كانت منطلقةً من تركيا. وكانت السفينة ‏محملةً بحاويات الأسلحة والذخائر التى يُقال إنها كانت موجهةً للميليشيات ‏الإسلامية‎.‎ وفى يناير2015، كشف مسئول بالجيش الليبى أن كلًا من تركيا وقطر ‏كانتا تزودان عملية فجر ليبيا بالأسلحة عبر السودان، الأمر الذى يمثل ‏انتهاكًا مباشرًا لحظر الأمم المتحدة على الأسلحة المفروض على ليبيا منذ ‏‏2011. اتهامات دعمها، فى فبراير من ذات العام، رئيس الوزراء الليبي، ‏عبد الله الثني، الذى أكد إرسال أسلحة للميليشيات وعناصرها من ‏الإسلاميين الذين استولوا على العاصمة الليبية، طرابلس، فى 2014. ‏وقال فى تصريحات إعلامية :» إن تركيا بلدٌ لا يتعامل بصدقٍ ‏معنا، إنها تصدر أسلحة لنا يقتل بها الليبيون بعضهم البعض، وهى لم ‏تحاول إخفاء دعمها لإسلاميى البلاد بعد سقوط القذافى فى 2011، ‏وتتواصل علنًا مع الحكومة الإسلامية التى أعلنت عن نفسها فى ‏طرابلس‎».‎