ظواهر نفسية
اعترف بأن كلمة «ظاهرة» قد فقدت الكثير من وقعها بالنسبة لى مقارنة بما كانت تتركه فى النفس من أثر فى بداية الاحتكاك بالحياة والأحداث. التعريف اللغوى للكلمة يرتبط بأى شىء «ظاهر» وتم رصده ...يرتبط ذلك أيضًا بمدى تكرارية هذا الظهور ونسبة حدوث هذا الأمر مقارنة بإجمالى الاحداث أوالأشخاص...فى المجال الاجتماعى على سبيل المثال يطلق تعبير «ظاهرة اجتماعية» على أى سلوك يمارسه الناس فى المجتمع أويتعرضون له أويعانون منه بنسب أكبر من النسب الطبيعية والتى تختلف من حدث لآخر ...للأسف أحيانًا كثيرة لايمكن تعريف تلك النسبة الطبيعية والتى إن زاد الحدث عنها تحول إلى ظاهرة وهنا نجد بابًا كبيرًا للإعلام وأيضًا دعاة الإثارة أوالإلهاء أوالتخويف للعمل واستغلال الحوادث التى ربما تكون فردية وفى المعدلات الطبيعية أوأقل. ولأن ليس كل ما هوظاهر يشكل ظاهرة ....على سبيل المثال وجود حوالى 100 هرم فى مصر وهوعدد قليل جدًا بالنسبة لإجمالى اعداد المبانى فلايمكن القول بأنها ظاهرة ولكن على الجانب الآخر عند مقارنة عدد تلك الأهرامات بوجود أهرامات أخرى فى أى من دول العالم يجعلنا نعود ونقول أن فى مصر توجد ظاهرة أهرامات....المثال السابق يوضح كم هى مطاطة وكم هى نسبية تلك التعبيرات المرتبطة بالظواهر وهوالأمر الذى يجعلنا فى أمس الحاجة إلى تحليل الأمور كل على حدة. على مر السنوات تعرضنا لما أطلقنا عليه «ظواهر»... كان منها ظاهرة الانتحار...ظاهرة ارتداء أوخلع الحجاب...ظاهرة التوك توك....ظاهرة أولاد الشوارع...ظاهرة زنا المحارم...ظاهرة قتل الآباء أوالأمهات...ظاهرة أفلام المقاولات...ظاهرة الأغنية الشبابية....ظاهرة الحوادث النيلية...ظاهرة هجرة العقول...ظاهرة إطلاق اللحية...ظاهرة التنمر...ظاهرة التحرش...ظاهرة إدمان المخدرات...ظاهرة سب الدين...ظاهرة سكان المقابر...ظاهرة موت الشباب....إلخ ولأن الأمر مرتبط بوسائل الإعلام تلك التى تغذى الفكرة وتنشرها فإن أغلب الأمور سلبية... نادرًا جدًا ما نجد تعبير «ظاهرة» مقرونًا بأى شىء إيجابى ....حاولت أن أبحث على شبكة الإنترنت عن الظواهر الإيجابية فوجدت ظواهر التراحم والتزاور وإغاثة المكروب...إلخ... وهى ظواهر تحتاج إلى الانتباه والاستعادة... ربما يتم ذلك من خلال إعادة النظر فى منظومة القيم والأخلاقيات وتلك قضية أخرى تحتاج لتفصيل. على المستوى النفسى – أحيانًا يطلق عليه قانون الجذب- فإن ما تفكر فيه تراه ضمن كل ما تنظر إليه...أحيانًا تنظر إلى صورة حديقة بها أزهار وورود وطيور ولكن بالرغم من النظر فإنك لا تراها...بالضبط مثلما تسمع الأصوات ولا تعى الكلمات...من أشهر الحيل النفسية أن تغمض عينيك لمدة دقيقة وتردد اسم لون معين وليكن اللون الأحمر....بعد انتهاء الدقيقة افتح عينيك وانظر حولك ...ستجد أن عينيك تنجذب إلى اللون الأحمر ويلفت انتباهك أكثر من باقى الالوان وستشعر بأن اللون الأحمر هوالسائد بالرغم من أن ذلك كان الموقف قبل أن تغمض عينيك وتركز على هذا اللون بمفرده. هذا التكرار نختبره يوميًا فى الإعلام التقليدى ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعى فتشعر بوجود ظواهر-أغلبها سلبى- وتشعر بفقدان الأمل وذيوع الخطر وهى امور غير حقيقية لأن الحقيقة تحتاج دائمًا إلى تدقيق وتحقيق. تغريدة: فى الغالب تكون الحقيقة شيئًا مختلفًا عن الأمر الذى تتلقاه بدون تحليل أوتدقيق.