باب الوداع
اسم شارع طويل فى القاهرة بمنطقة الأباجية التابعة لقسم الخليفة...طريق طويل يمر داخل المقابر المطلة على شارع صلاح سالم المعروفة باسم قرافة صحراء المماليك...يمر الشارع بمقابر باب الوزير ممتدا حتى يصل إلى ميدان صلاح الدين بالقلعة حيث يمكن للناظر أن يرى مسجد المحمودية وجامعى السلطان حسن والرفاعى وبالطبع جامع محمد على المشيد على الطراز العثمانى بمآذنه الرفيعة الحادة خلافا لمآذن الطراز المملوكى السميكة. فى العصر المملوكى كان هذا الشارع هوالمسار الذى تسلكه الجنائز فعند وفاة الأمراء والسلاطين تتم الصلاة عليهم فى القلعة ثم يتم اتخاذ هذا الطريق وصولا إلى قرافة صحراء المماليك...كما كان يستخدمه السلطان فى خروجه الى رحلة الحج المقدسة أيضا. لقرافة صحراء المماليك الكثير من الذكر فى روايات أديب مصر العالمى الأستاذ نجيب محفوظ وعلى رأسها «حكايات الحرافيش». ربما فى نسخة رقمية من هذا المقال أقوم بوضع رابط لخريطة تشمل الشارع ورابط لمقطع فيديو يصور الشارع ويشرح العطوف المتفرعة منه وأيضا صور المقابر والمساجد الموجودة فى هذه المنطقة...فعددها كبير وحكاياتها كثيرة...فترة من تاريخ مصر وأسباب تسمية المناطق أيضا...على سبيل المثال منطقة الحطابة سميت بهذا الاسم نظرا لأنها كانت مساحة واسعة من الأرض يتم فيها وضع الحطب المستخدم كوقود للقاهرة ....أطلق على سوق الحطب هذا اسم «حارة الحطابة»...بالقرب منها منطقة تسمى «الكسارة» كان يقيم فيها العاملون فى تكسير الحطب وتجهيزه. المهتم بهذا الجزء من التاريخ لن يجد أفضل من «الخطط التوفيقية» لعلى باشا مبارك وهو كتاب كبير فى عدة أجزاء يستعرض فيها مدن مصر وقراها ومبانيها ومساجدها ومقابرها المندثر منها والموجود ....يوجد نسخ متاحة على شبكة الإنترنت أيضا. بقى أن نقول إن «شواهد القبور» عالم قائم بذاته ودراستها تعتبر من الدراسات المهمة فى علم الآثار الإسلامية...خصائص ودلالات وعبر وعظات أيضا. دراسة الآيات القرآنية والجمل والحكم التى يتم نقشها على تلك الشواهد أمر شديد الأهمية...جلال الموت وقدسيته واحترامه باعتباره الحقيقة الثابتة المطلقة...باب الوداع... باب المرور....قديما قالوا «لو ما تموت منين تفوت؟» تغريدة: كتب على شاهد قبر: «أيها الواقف أمام قبرى لا تتعجب لأمرى ....فى الأمس كنت مثلك وغدا تكون مثلى».