الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العشوائيات.. من الماضى إلى المستقبل

العشوائيات.. من الماضى إلى المستقبل

فى مثل هذا التوقيت من شهر فبراير عام 2016, كان للقيادة السياسية موقف حاسم من ظاهرة انتشار العشوائيات فى مصر.. كانت الدولة فى هذه اللحظة قد عقدت العزم بكل قوة على أن تسير فى طريق الأشواك التى خلفتها تلك العشوائيات على مدار سنوات طويلة فى أحياء القاهرة وبعض المحافظات.. النظرة الحانية من الدولة على هؤلاء الأطفال والشباب الذين من المفترض أن يكونوا ذخيرة الوطن والمستقبل يعيشون فى مناخ غير صالح يساعد على احتراف الجريمة وظهور الإجرام وانتشار الآثام فى تلك المجتمعات التى تفرز كل ما هو سيئ ومشين. الحقيقة أن بعض هؤلاء الأطفال والشباب مغلوب على أمرهم فقد خرجوا إلى الدنيا وأبصروا الحياة وهم يعيشون فى مناطق خطرة غير آدمية محرومة من المرافق والخدمات تنتشر فيها الأعمال الإجرامية ويهرع إليها الخارجون عن القانون فى بعض الأحيان حتى أصبحت المنطقة العشوائية أشبه بالغابة لا مكان فيها للضعيف ولا تعرف غير قانون البلطجة والسيطرة والقوة على المنطقة وأهلها.. فتحت الدولة هذا الملف الشائك وفى وقت صعب للغاية بداية عام 2016، إذ متطلبات التمويل تصل إلى مئات المليارات من الجنيهات. جاء إصرار القيادة السياسية على فتح هذا الملف واعتباره مسألة حياة أو موت لدولة 30 يونيو التى تبنى مصر من جديد, فتم توفير الاعتمادات المالية المطلوبة وتحوّل الحلم فى سنوات قليلة إلى حقيقة واقعة لاشك فيها ولا لبس, ولعب صندوق تطوير العشوائيات دورًا مهمًا فى تنفيذ سلسلة من الإنجازات على أرض الواقع بالعديد من المحافظات المصرية, ووضعت الدولة خططًا عاجلة تستهدف أن تكون مصر خالية من العشوائيات والمناطق الخطرة وغير الآمنة على عدة مراحل, فظهرت الأسمرات وغيط العنب وروضة السيدة وغيرها بديلًا للمناطق العشوائية. وانتقلت حياة بعض الشباب والفتيات فى هذه الأماكن من براثن الضياع والمجهول إلى تطور مذهل ورقى أخلاقى من الدرجة الأولى, فتحول هؤلاء الشباب إلى أشخاص يحلمون بمستقبل أفضل وبحياة كريمة وتغيرت نظرتهم إلى الدولة بعد أن وقفت إلى جوارهم وجعلتهم فخورين بمصريتهم. قدمت الدولة خلال الفترة الماضية ما يقرب من 23 مليار جنيه للقضاء على المناطق العشوائية والمناطق الخطرة الواقعة بجوار السكك الحديدية وأبراج كهرباء الضغط العالى والعشش, ولن تقف الدولة عند هذا الحد وإنما تُسابق الزمن حتى يأتى عام 2030, وقد تم القضاء على هذه الظاهرة تمامًا والتى كانت تمثل تحديًا حضاريًا لكل الجهود التنموية للدولة. الحلم يتحقق بالعمل وبالجهد والمثابرة وأيضًا بالمتابعة المستمرة من القيادة السياسية التى تعمل بقوة ونشاط لكى يعيش المواطن البسيط حياة كريمة هو وأولاده وأحفاده من بعده. تحيا مصر..