الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
معرض الكتاب والسياحة الثقافية

معرض الكتاب والسياحة الثقافية

أذكر حين تم طرح فكرة نقل معرض القاهرة الدولى للكتاب قبل ثلاثة أعوام وبعد الدورة 48 من موقعه القديم بمدينة نصر إلى التجمع الخامس، ثارت ثائرة الكثيرين من الأدباء والكتاب والمثقفين والناشرين ورواد المعرض، تعالت الصيحات معترضة فى كل مكان من أرض الوطن خوفا من عدم ذاهب الجمهور للتجمع الخامس فى القاهرة الجديدة،البعيدة عن وسائل الموصلات العامة وخاصة المترو الذى كان يقل الركاب إلى باب المعرض، وكان السؤال الملح على الجميع، كيف يصل رواد المعرض إلى المكان الجديد بسهولة ويسر خاصة مع وجود الدورة الخمسين،الدورة الذهبية للمعرض؟  لذا كان القرار التاريخى الحاسم من الدكتورة الفنانة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة بنقل المعرض إلى التجمع الخامس دون إبطاء بعد الدورة 49، وتم نقل المعرض إلى حيث المستقبل والدخول إلى مصاف المعارض العالمية التى سبقتنا إليها بعض الدول الشقيقة، و الحق أن الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة العامة للكتاب تلقف التكليف بحماس كبير و تحمل تلك المسئولية بثبات وبدأ مع فريق عمله المكون من الدكتور أحمد بهى الدين العساسى نائب رئيس الهيئة و الدكتور شوكت المصرى المسئول عن النشاط الثقاقى وباقى وكلاء الوزارة ومديرى العموم والعاملين بالهيئة فى دراسة الموقف وبدء التجهيز لتلك النقلة الحضارية التى تمت فى النهاية بنجاح كبير. و مع نجاح الدورة رقم 51 فى المكان الجديد فى التجمع الخامس بشكل أسكت ألسنة المعترضين وحول الموضوعين منهم إلى مساندين للفكرة بعد ذلك،بدأ يثار السؤال الآن داخل نفوس كل المحبيين لمستقبل الثقافة المصرية،ما هو التصور الاسستراتيجى المستقبلى للمعرض؟ هذا النجاح الذى يجب أن يستغل لمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورتيه الخمسين والواحد والخمسين،هذا النجاح الذى تحقق بمقدرة وكفاءة مصرية خالصة،وساهم فيه عدد كبير من أجهزة الدولة تحت رعاية رئاسة الجمهورية وبافتتاح السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى ؟ لماذا لا نحلم أن نحول تلك التظاهرة الثقافية العالمية إلى أهم حدث ثقافى سياحى فى العالم كله؟لماذا لا تدخل وزارة السياحية والأثار لتمد يدها بقوة وبكثافة وبدعم أكبر يجلب سياحة ثقافية مهمة لا يقتصر دورها أو وجودها على حركة بيع الكتاب وبعض أنشطة ثقافية أو فنية  مهمة بالطبع على هامش بيع الكتاب؟ تشغلنى فكرة أن نحول جزءا من معرض القاهرة الدولى للكتاب فى مكانه الجديد إلى معرض مفتوح للآثار المصرية، بعض قطع أصلية أو مستنسخة للآثار مثل التى تخرج إلى كل دول العالم ،لماذا لا تتحرك تلك المتاحف الى أماكن التجمعات الكبيرة المحمية مثل معرض الكتاب وتكون فرصة سانحة كى يشاهدها زوار معرض القاهرة الدولى من العرب والأجانب والمصريين؟ لماذا لا نستجلب بعض متاحف كبار الكتاب فى العالم وكذلك كتابنا الراحلين إلى المعرض لتكون واحدة من الزيارات المهمة لعاشقى الكتاب وجمهور قراء هذا المؤلف مثا نجيب محفوظ وتشيخوف وعبد الحليم عبد الله ممن لهم متاحف عالمية؟!،لماذا لا نستضيف كتاب جوائز نوبل والبوكر واندرسون الذين على يد الحياة؟ أعتقد أن وجود متحف للآثار المصرية متنقل طوال الخمسة عشر يوما فى معرض الكتاب ستكون فرصة لجذب أكبر عدد من السياح المهتمين بالسياحة الثقافية والأثرية،لماذا لا يواكب هذا المعرض ما يجذب السياح فنيا مثل العروض الأوبرالية والموسيقية والمسرحية العالمية ومعارض الفنون التشكيلية العالمية؟ لماذا لا نجهز رحلات وسهرات ثقافية نيلية لضيوف مصر من العارضين والناشرين كى  نجعلهم دائما على وصال بمصر ولا يقتصر وجودهم على معرض الكتاب؟ إن طرح معرض القاهرة الدولى للكتاب للتسويق السياحى الثقافى من خلال شركة مصرية أو عالمية متخصصة فى السياحة الثقافية سيحدث بالطبع طفرة نوعية لتسويق الكتاب والسياحة فى الوقت نفسه. لا شك أن الأمر فى حاجة لدراسة متأنية ولمقترحات متنوعة ومختلفة وخارج الصندوق لنصل إلى تحويل المعرض إلى تظاهرة سياحية ثقافية ستكون الأكبر والأضخم  فى العالم.