الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نساء الهول

نساء الهول

يعتبر مخيم الهول بالقرب من مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا، من أكبر المخيمات التى تأوى الإرهابيين ليس فقط فى سوريا بل فى منطقة الشرق الأوسط والعالم، فهو يضم آلاف عائلات تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) ومجموعة كبيرة من الرجال والنساء والأطفال الدواعش أيضا.



اللافت فى هذا المخيم أن نساء التنظيم الذى يقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية فى شمال سوريا المدعومة من التحالف الدولى لمكافحة الإرهاب، ما زلن على مبادئ التنظيم بل يقمن بالترويج من جديد له بصفوف سكان المخيم، حتى إنهن قمن بإنشاء جهاز حسبة نسائى يقمن من خلاله بملاحقة النساء اللواتى تخالفن قواعد اللباس الشرعى الذى كان التنظيم قد عممه خلال فترة انتشاره فى سوريا والعراق.

نساء التنظيم يقمن وبشكل دائم بالاعتداء على القوات الأمنية فى المخيم (قوات الاسايش) وقمن بطعن البعض منهم، كما نفذن الحد بأكثر من امرأة كن رفضن الانصياع لأوامرهن وحرقن خيامهن، هذا بالإضافة إلى التعرض للعاملين فى المنظمات الانسانية الذين يقدمون الخدمات الطبية لسكان المخيم بحجة أنهم كفار ومرتدين.

الغريب فيما سبق أن نساء داعش فى مخيم الهول من جنسيات مختلفة، إلا أن الاكثرية عراقيات وسوريات، ولا يزلن يعتقدن حسب ما ينقل العديد من المراسلين وشهود العيان من داخل المخيم أنهن ما زلن يؤمن بالتنظيم وبأن دولة داعش عائدة وبقوة، وان انتهاء سيطرته العسكرية ليست الا فترة مؤقتة قبل العودة من جديد، وحتى الأوروبيات منهن اللواتى تربين ببيئة نظيفة فكريا ومنفتحة يعتبرن الأكثر تطرفا والتزاما بالخط الذى وضعه من أسس التنظيم.

نساء داعش خطر كبير، بل قنبلة موقوتة قد تنفجر بأى زمان ومكان، فأطفالهن لا يزالون يتشربون الفكر المتشدد مما يؤهلهم ليكونوا عناصر داعش فى المستقبل ينشرون الموت والدمار والتكفير فى الدول التى سيتم نقلهم اليها، علما ان العديد من العائلات جرى إطلاق سراحها بعد وساطات من عشائر سورية وعراقية والتى قدمت ضمانات بعدم عودة المفرج عنهم إلى الفكر المتشدد وعدم تقديم أى مساعدة لعناصر التنظيم المنتشرين فى المنطقة، لكن السؤال هو هل تم الكشف النفسى عن المفرج عنهم من رجال ونساء واطفال للتأكد من خلوهم من الفكر المتشدد او على الأقل رواسبه؟، الا ان الجواب وحسب المعلومات المتوفرة بأن المفرج عنهم لم يخضعوا لأى كشف، وسبق أن خضعوا فقط للتحقيقات بعيد نقلهم إلى المخيم.

إن هذا الخطر الداهم المتمثل بنساء داعش ربما يكون أخطر من رجال التنظيم الذين تم نقلهم إلى بعض السجون ويجرى الحديث عنهم دون غيرهم، فنساء داعش كن الرقم الصعب للتنظيم خلال فترة انتشاره وخلال فترة سيطرته وصولا إلى الزمن الحالى،

فعمليات التجنيد عبر الشبكة العنكبوتية تمت من خلالهن، وكن مسئولات عن حسابات التنظيم فى مواقع التواصل الاجتماعى والمنتديات الارهابية، ونجحن بجر عائلاتهن إلى مناطق سيطرة داعش خصوصا فى مناطق مختلفة من سوريا كدير الزور والرقة، وخلال سيطرة التنظيم قمن بإنشاء جهاز الحسبة النسائى وشاركن بكافة عمليات التنظيم، إلى أن تحولن إلى القتال الفعلى خلال آخر معارك التنظيم .

إذا فنساء داعش خطر لا بد من استئصاله، ولو بالقوة فى مخيم الهول، ويجب فصل الاطفال عنهن فصلا تاما ونقلهم إلى مراكز تأهيل، وبعدها ليتم العمل على محاسبة النساء ومحاولة غسل عقولهن من الأفكار القذرة التى عششت فيها، علما أن مسئولية هذا الامر مسئولية دولية، والقائمون على مخيم الهول لا إمكانيات لهم على الاطلاق للقيام بهذه الإجراءات، خصوصا مع وصول عدد سكان المخيم لأكثر من 60000 الف شخص، وبالتالى فحتى مهمة فرز المتطرفات عن الباقين تعتبر مهمة انتحارية فالعديد من عناصر أمن المخيم تعرضوا للطعن خلال محاولات سابقة للقبض على المتطرفات.

وبالعودة إلى مسئولية إنهاء هذا الوضع الشاذ، فالمسئولية دولية عامة كون الضرر من هذا التنظيم كان ولا يزال عالميا، وليس محصورا ببقعة جغرافية معينة فقط، فلما لا تتم إقامة محكمة دولية تحاسب هؤلاء المجرمين والمجرمات على يد قضاة دوليين تابعين لمحكمة جرائم الحرب، وبدعم من التحالف وبالإمكان تأمين الدعم اللوجستى والمالى واقامة المحاكمات على الاراضى السورية المحررة، علما أن حروبا كثيرة شهدت محاكمات ميدانية يشرف عليها كبار الضباط أو المختصين القانونيين، لو وجدوا لمحاسبة الاعداء، فعمليات الهروب من المخيم تتوالى وأوامر اطلاق السراح تتوالى ومن الطبيعى أن يكون بين الهاربين والهاربات والمطلق سراحهم من لا تزال تحمل هذا الفكر، فتصوروا لو جعلت من نفسها خلية نائمة وتزوجت وأنجبت وربت على الفكر الداعشى، فهل سيكون من السهل إجراء عملية اقصاء جديدة؟، علما بأن التنظيم وبالوقت الحالى يعتمد أسلوب الذئاب المنفردة، حيث يختبئ عناصر التنظيم متفرقين متباعدين لينفذوا عملياتهم الإرهابية، فلما لا تكون نساء داعش من الذئاب أيضا لكن المهمة الموكولة إليهن هو إيجاد جيل جديد من الإرهابيين وبأكثر من دولة حول العالم.