أمير القلوب.. وسفير الإنسانية

من رحم الألم يولد الأمل ولله فى خلقه نفحات اختص بعضهم ليكونوا جزءا من رحمته بخلقه على الأرض .. هذا الأسبوع تصدر هاشتاج السير مجدى يعقوب، قائمة الأكثر تداولاً على تويتر «فى مصر عقب تكريم البروفيسور المصرى جراح القلب العالمى فى دولة الإمارات، خلال مشاركته فى مبادرة «صناع الأمل» فى دورتها الثالثة. قلَّد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، الطبيب العالمى وشاح «محمد بن راشد للعمل الإنسانى»، تقديرًا لجهوده التى قدمها فى مجال الطب والأبحاث العلمية على مدار أكثر من 50 عامًا. وخلال حفل ضخم أقيم فى الإمارات، أعلنت مبادرة «صناع الأمل» فى دورة 2020 تبنى مشروع بناء «مستشفى الدكتور مجدى يعقوب لأمراض القلب فى مصر»، بوصفه مشروع العام الإنسانى العربى. ويعد يعقوب أشهر أطباء القلب فى العالم، ولقّبته الصحافة العالمية بملك القلوب، عرفانًا بمكانته العالمية الراسخة فى تطوير علم جراحة القلب. وعبر هاشتاج مجدى يعقوب، دعا رواد «تويتر» من المصريين والعرب بالصحة وطول العمر للدكتور يعقوب، واصفين إياه بـ»صانع الأمل والسعادة وفخر المصريين والعرب». لحظة التكريم سقط يعقوب على الأرض وفى تلك اللحظة سقطت معه قلوب الملايين من البشر فى كل أنحاء العالم.. مجدى يعقوب أحد أعظم من أنجبتهم مهنة الطب على مدار هذا القرن وهب نفسه وعلمه وعبقريته المهنية فى جراحة القلب لخدمة الناس فى مصر وفى العالم. أسس السير يعقوب أمير القلوب مشروعًا ضخمًا لعلاج أمراض القلب فى محافظة أسوان، ليكون مركزًا عالميًا لجراحة القلب وتحديدًا أجيال المستقبل من الأطفال والشباب. خمسون عامًا قضاها نابغة جراحة القلب راهبًا وقديسًا داخل غرف العمليات والمحاضرات العلمية والمؤتمرات العالمية لنقل خبراته إلى الأجيال الجديدة من العلماء الأطباء فى تخصص جراحة القلوب. كان لوفاة عمته «أوجينى» فى سن صغيرة لم تتجاوز 21 عامًا لإصابتها بضيق فى صمام القلب تأثير كبير، وكانت هذه الحادثة فى حياة الجراح العالمى وتخصصه فى مجال جراحة القلب أثراً عظيماً، لكى لا يتكرر نفس الألم الذى أصابه بعد وفاة عمته فعكف لسنوات طويلة فى دراسة كل ما يتعلق بأمراض القلب وعلاجها واستطاع أن يكتب اسمه بحروف من نور فى هذا التخصص ليصبح أحد أشهر أمراء القلوب فى الدنيا. هذا الرجل بكل المقاييس «نمبر وان»، وهو قدوة علمية وإنسانية تقدم الخير للبشرية. تدرّج السير مجدى يعقوب فى العديد من المناصب الأكاديمية، وبدأ حياته العلمية باحثًا فى جامعة شيكاغو الأمريكية عام 1969، ثم رئيسًا لقسم جراحة القلب عام 1972، فأستاذًا لجراحة القلب بمستشفى برومتون فى لندن عام 1986. وفى العام 1987 تولى رئاسة مؤسسة زراعة القلب فى المملكة المتحدة، ثم شغل منصب مدير البحوث والتعليم الطبى والمستشار الفخرى لكلية الملك إدوارد الطبية، فضلاً عن رئاسة مؤسسة زراعة القلب والرئتين البريطانية. واستطاع مجدى يعقوب إجراء أول عملية جراحية لزراعة القلب فى عام 1980. ومن المكرمين فى نفس الاحتفالية طبيب الفقراء والمساكين الذى نشر الأمل فى قريته وهو الدكتور مجاهد مصطفى والذى وصفته المبادرة بأنه أحد الخيرين على أرض الصعيد وهب نفسه لعلاج الفقراء ومساعدة الأيتام والأرامل وذاع صيته فى بنى سويف وفى العديد من قرى المحافظة. لم أستغرب عندما كنت أشاهد نفس حفل التكريم للدكتور مجاهد الذى قدم خدمات طبية وإنسانية للآلاف  من أهالى قريته. «طبيب الغلابة»، لم يكتف بعلاج المرضى وتقديم الدواء لهم مجانًا وإنما سعى لتقديم رغيف خبز لمن يحتاجون وتكفل بدفع ثمن الخبز لهؤلاء الفقراء.. هذا نموذج آخر يستحق أن يكون أحد سفراء الإنسانية فى المجتمع المصرى ويحصد عن جدارة لقب «نمبر وان».. هنيئًا لهؤلاء الأتقياء الذين ينشرون الخير والسلام بين الناس. تحيا مصر