اشرف ابو الريش
الشهداء فى القلب
ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل الحق ومن أجل الوطن ومن أجل شعبهم هؤلاء الطاهرين الطيبين الشهداء الصالحين الذين قال الله فيهم قرآنا يتلى إلى يوم القيامة فى قوله تعالى «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ».. أرواحهم فى جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوى إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم فقال: هل تشتهون شيئًا؟ فقالوا: أى شيء نشتهى ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا. احتفلت مصر وقواتها المسلحة بـ«يوم الشهيد»، يوم العزة والكرامة التى نرد فيه الواجب إلى أهالى وأبناء شهداء هذا الوطن منذ استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والذى كان يعد أحد أشهر العسكريين فى النصف الثانى من القرن العشرين نحتفل فى يوم الشهيد برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه سطروا بدمائهم الزكية أرقى معانى البسالة والعطاء من أجل الحفاظ على تراب هذا الوطن، قدموا أرواحهم لله رب العالمين فى سبيل الجهاد ضد أعدائنا الذين يحاولون كل يوم النيل من مقدرات هذا الشعب وهذا الوطن. ويأتى يوم الشهيد فى ظل العمليات المستمرة للتصدى لكل من يحاولون النيل من بلادنا فى الداخل والخارج.. فى هذه اللحظة نقف متسلحين بمحبة بلادنا نشد من عزيمة أبطالنا المرابطين على الحدود والساهرين فى الداخل لحفظ الأمن والاستقرار. فى هذا اليوم الكريم - يوم الشهيد - نقف بكل خشوع واجلال تقديرًا واحترامًا وافتخارًا بقيم التفانى والإخلاص والولاء والانتماء، لكل أرواح الشهداء من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة البواسل الذين حملوا أرواحهم على أكفهم وبذلوها من أجل الوطن. فى يوم الشهيد علينا أن نعلى من قيم الولاء والانتماء عند الشباب وأن نسلط الضوء على التضحيات التى قدمها أبطالنا الشهداء لهذا الوطن وأن تكون هناك خطة دراسية نشرح فيها حجم البطولات والتضحيات التى قدمها أبطالنا فى سيناء خلال السنوات الماضية حتى نغرس فى قلوب الشباب والأطفال قيم الولاء والانتماء والتى تحاول بعض القوى المعادية لمصر زعزعة هذه القيم بالشائعات وحروب الجيل الرابع والعمل على النيل من العزائم الوطنية الخالصة التى ما إن وجدت وجد الاستقرار داخل المجتمع. وحسنا فعلت الدولة عندما أقامت نصبًا تذكاريًا يرسخ قيم الانتصار ويرسخ أسمى معانى الولاء والتضحية لكل شهداء مصر عبر العصور صُمم على شكل هرم خرسانى مفرغ على مساحة 10 آلاف متر مربع وبارتفاع 32 مترا ويتكون من أربعة أضلاع لكل منها وجهان مسطحان بمساحة تصل إلى 325 مترا مربعا، وتحتوى كل وجهة على 18 سطراً من الكتابة البارزة سُجل عليها أسماء رمزية لشهداء مصر فى مختلف الحروب ليظل شاهدًا عبر العصور على عظمة الشهداء فى الدنيا وفى الاخرة وليذكرنا دائما بأن نترحم على هؤلاء الأبطال الذين تركوا الدنيا ومتاعها من أجل أن ننعم بالامن والاستقرار. تحية من القلب إلى أرواح الشهداء الأتقياء الأنقياء.. تحية إلى ذويهم الذين صبروا على الفراق واحتسبوا أبناءهم عند العلى القدير.. وتحية للدولة وقيادتها السياسية التى تضع أهالى الشهداء فوق الرؤوس وهذا واجب علينا ومهما فعلنا لن نوفى شهداء مصر من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة حقوقهم. تحيا مصر..