الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المركز الثقافى بطنطا طاقة نور

المركز الثقافى بطنطا طاقة نور

مسرح بلدية طنطا مكان عظيم ساهم فى تربية الكثيرين فنيا وذوقيا؛أشرف أننى كنت واحدا ممن أسعدهم الحظ وظلل عليهم هذا المكان بروحه وقلبه وعقله،أعرف أن عنوانه تغير الآن إلى المركز الثقافى بطنطا لكن اسمه القديم مصكوك بداخلى منذ أول لحظة رأيت لافتته الكبيرة  تزين بداية شارع البحر وحتى تلك اللحظة.



 كانت سعادة كبيرة حين افتتحته الدكتورة الفنانة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة والدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة منذ ما يقرب من عامين،و قد بذل الرجل جهدا طيبا حتى يفتتح المسرح طبقا للخطة الزمنية الموضوعة ليكمل مسيرة المحبة مع كثيرين ممن تولو الهيئة وأضاف كل واحد منهم طوبة منذ بدأ التطوير  حتى تم الافتتاح وبدأ التشغيل  الذى أسعد كل أبناء الغربية والدلتا.

  لا شك أننى سعيد بكونى أحد أعضاء لجنة التحكيم لمهرجان فرق غرب ووسط الدلتا المسرحية مع الصديقين العزيزين المخرج حسن الوزير والفنانة وفاء الحكيم،سعيد لأننى سأشاهد ما يقرب من خمسة عشرة عرضا مسرحيا لأبناء الإقليم الذى أنتمى إليه، لكن الفرح كان أكثر بمسرح بلدية طنطا(المركز الثقافى)

و هو المكان الفنى الذى شهد أول عروض مسرحية أشاهدها فى ثمانينيات القرن الماضى للمسرح الجامعى،فقد كنت أتابع كل العروض من خلال مسابقة للنقد المسرحى تلزم المشارك أن يشاهد كل العروض ويعبر عنها،لاشك أنها كانت فرصة مهمة جدا بالنسبة لى للمشاهدة الحقيقة لعروض حية يقدمها الزملاء من باقى الكليات الأخرى،وكانت تلك فرصة جيدة أضافت كثيرا لدراستى النظرية لمادة المسرح بقسم اللغة الإنجليزية بتربية طنطا عام 89 .

الجميل أن تلك التجربة لم تمر هباء إلا بميلاد مسرحيتى الفلنكات التى تناولت قصة حياة شاب من قرية تابعة للمدينة التى بها  هذا المسرح،و يعشق هذا الشاب المسرح، ويضطر لمشاهدة  عروض مسرحية يومية ليفوز بجائزة بسيطة علها تكون شرارة البدء بالنسبة له،والجميل أن يكون مسرح بلدية طنطا هو مكان أحداث مسرحيتى الفلنكات التى نفذها المسرح القومى عام 2005 من إخراج أسامة فوزى وديكور ربيع عبد الكريم وبطولة محمد رضوان ومنال زكى وسامى المصرى تحت إشراف المخرج شريف عبد اللطيف مدير عام المسرح القومى والفنان عصام الشويخ مدير قاعة عبد الرحيم الزرقانى،العجيب أن تلك المسرحية كانت أول عروضى بمسرح الدولة ومسرح المحترفين بصفة عامة.

  ويظل فضل هذا المكان بصفة خاصة وطنطا بصفة عامة مستمرا،فقد قدمت الفرقة القومية للغربية أول عروضى بالثقافة الجماهيرية وداعا قرطبة عام 2004 من إخراج الفنان أسامة شفيق الذى قدم العرض أيضا بكلية حقوق طنطا.

و يشاء القدر أن أتولى مسئولية الهيئة العامة لقصور الثقافة عام كنائب وكرئيس لها أعوام 2014 و2015 وأساهم فى عودة المسرح لحضن الثقافة الجماهيرية بعد معركة شارك فيها الكثير من المخلصين من داخل الهيئة ومن خارجها من أبناء الغربية ومصر الشرفاء،و يطلب منى الدكتور عبد الواحد النبوى وزير الثقافة وقتها سرعة البدء فى العمل،فأقوم على الفور باسناده وأوقع عقده لجهاز الخدمة الوطنية ب٢٨ مليونا كبداية،زادت بالطبع مع الزملاء الأعزاء رؤساء الهيئة الذين جاءوا بعدى مشكورين،حتى صار لكل زميل عزيز من رؤساء الهيئة طوبة فى هذا الصرح العظيم،و صار المركز الآن  منارة تدار بقيادة الزميلة النشطة عزة عادل الشابة الواعية لدوره المهم لكل أبناء الدلتا،لذا يجب علينا جميعا أن نحافظ عليه لصالح طنطا خاصة والغربية بصفة عامة،و أتمنى أن تساهم المحافظة مشكورة مع فرع ثقافة الغربية فى دعمه  والحفاظ عليه حتى يظل شامخا كقلعة للفن والثقافة  فى تلك البقعة الغالية.

 وأخيرا يشاء القدر أن أترك موقعى كرئيس للهيئة العامة لقصور الثقافة بعد زيارة المسرح  بيومين عام ١٥، وذلك بعد خلاف فى وجهات النظر مع أحد وزراء الثقافة السابقين،فكم أنت غال على قلبى أيها المسرح العظيم،اللهم لا تطفيء له نورا وأجعله طاقة فن وعلم وأدب وتنوير لأهل الغربية ومصر.