اشرف ابو الريش
وطن واحد وشعب عظيم
تعرضت مصر لموجة عاتية من السيول والأمطار على مدار عدة أيام فزعتنا أصوات الرعد والبرق وشعرنا أن أمرنا جميعا بيد الله الواحد القهار.
بلدنا مصر محفوظة بعناية الله إلى يوم القيامة ولكن حدوث مثل هذه الظواهر الطبيعية النادرة تحتاج منا جميع وقفة مع النفس ومصالحة مع الذات والرجوع إلى الله مرة أخرى نقف على أعتابه متضرعين فى صلواتنا مسلمين ومسيحيين بأن ينعم علينا دائما وأبدا بالاستقرار والأمن والرخاء.
ومن باب الأمانة لهذه المهنة التى أقسمنا بأن نقول كلمة الحق وأن نقف إلى جوار الدولة فى السراء والضراء لنا بعض الملاحظات التى يجب أن توضع فى الاعتبار أمام الدولة وأمام المسئولين رصدت بعد هذه الموجة الشديدة من الأمطار على مدار يومين كاملين أن هذا الحدث لا تستطيع أى دولة فى العالم أن تتصدى للآثار الناجمة عن سقوط أمطار وصلت إلى مليارات الأمتار من المياه لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تستوعب مجارى الصرف كل هذه الكميات مرة واحدة، وقد قدمت الدولة نموذجًا فى التعامل مع الأزمة تشكر عليه من خلال تهيئة الرأى العام قبل وقوع الحدث بيومين على الأقل وحسنا فعلت الدولة بأن اتخذت القيادة السياسية قرار إعطاء الإجازة للطلاب نظرا للبلاء الذى يضرب العالم فى هذا التوقيت.
نعود إلى موجة الأمطار وتأثيرها على الناس فى بعض المحافظات قبلى وبحرى هذه المحافظات معظم طرقها داخل القرى ترابية تتراوح نسبة المبانى بالطوب اللبن بين 30 و٪70 فى القرى الفقيرة والأخرى الغنية بمعنى أن كل القرى التى يسكنها مصريون من الطبقات البسيطة تصدعت وتشققت تلك البيوت بعد استمرار هطول الأمطار عليها لمدة يومين وبالتالى فإن الواجب على كل محافظة أن تقوم بحصر كل هذه الدور وتقديم المساعدة لأهلها من صندوق الطوارئ أو الكوارث أو حتى طلب المساعدة من الدولة لهؤلاء البسطاء بالإضافة إلى سرعة الإجراءات الخاصة بانتهاء التصاريح اللازمة للمواطنين لبناء منازلهم مرة أخرى من خلال المساعدات التى تقدمها الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال وصناديق المساعدات المصرية.
ومن هذا المنطلق أشيد بتحرك اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء الذى تحرك بسرعة وتواصل مع أهالى سيناء فى الجنوب بداية من سانت كاترين وحتى مدينة الطور وأبوارديس ووجه بحصر شامل لكل المنازل التى تضررت من السيول وأمر بتقديم كل العون والمساعدة للبدو.
كلنا فى هذه الدولة شخص واحد يجب أن نشعر ببعض وأن نقف إلى جوار بعض فى السراء والضراء وليجلس كل واحد منا مع نفسه يراجع حساباته مرة أخرى ولا يجب أن يمر ما حدث يومى الخميس والجمعة مرور الكرام فهذه عبر وابتلاءات من الله للبشر حتى نعود مرة أخرى إلى صفاء النفس والمحبة ولين الجانب مع الله ومع الناس.
ما يحدث فى العالم يدعونا إلى أن نقف جميعا متسلحين بالإيمان والمحبة واثقين من الله ومتوكلين عليه فى كل أمورنا ومتعاونين مع قيادتنا السياسية التى لن تدخر وسعا فى سبيل أمن وأمان ورخاء هذا الوطن وناسه الطيبين فى كل المحافظات. تحيا مصر..