الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الروائى محمد جبريل صانع البهجة

الروائى محمد جبريل صانع البهجة

حين يرد ذكر الروائى القدير الأب محمد جبريل على خاطرك ستتذكر حتما حالة الفرح التى تحيط بك دائما، ستذكر أول قصة أوقصيدة أومقال نقدى نشرته فى حياتك فى جريدة المساء يوم الأحد أوالجمعة فى باب شباب الأدب أوالسبت فى صفحة قضايا أدبية، ستذكر كم طرت به فرحا فى دروب مدينتك الصغيرة أوقريتك النائية عن أضواء المدينة الكبيرة ، لن تنسى أنك ظللت تحتفظ بتلك القصة المنشورة أوالقصيدة فى جيبك أو محفظتك حتى يراها كل أبناء قريتك أومدينتك، ولم لا؟ فقد تم تدشينك كاتبا نشر له فى جريدة يومية سيارة كانت توزع فى لحظات تاريخية ما يقرب من نصف مليون نسخة. لن تنسى أبدا مكتب الأستاذ محمد جبريل بجريدة المساء بشارع زكريا أحمد وهويعج بالشباب والكتاب من كل محافظات مصر، لن يسقط من ذاكرتك أبدا ندوة جبريل بنقابة الصحفيين وأنت تمارس حريتك فى الكتابة والكلام والنقد ومعك أبناء جيلك من القاهرة وكل المحافظات؛سينط أمام عينيك عشرات من كتاب القصة القصيرة والشعراء والنقاد، أرى أمام عينيى رحلات أبناء جيلى من المحلة الكبرى للقاهرة لحضور ندوة الأستاذ فى القاهرة، أرى الأحباء من الكتاب؛ فريد معوض وجمال عساكر ومحمد المطارقى وفراج مطاوع ومحمد عبد الستار الدش وايهاب الوردانى ورضا محروس وصفاء البيلى ولطفى مطاوع ومجدى الفقى وهناء جودة وعيسى أبوعمر ومتولى الشافعى، كانت لحظة كبيرة من الفرح حين تحضر تلك الندوة وتعود لمدينتك أوقريتك ممتلأ بسعادة كبيرة وحالة من الفرح تظل معك أياما وشهورا، حالة من الشبع الأدبى يدفعك إلى أن تكتب أحسن وتقرأ أكثر وتجود كثيرا حتى تكون دائما على مستوى من تقابل ومن تقرأ ومن تناقش ممن تقابلهم فى المساء أونقابة الصحفيين.



عرفنا ندوة جبريل قبل أن نعرف دار الأدباء أونادى القصة أواتحاد الكتاب أوأتيليه القاهرة، ورغم ضرورة الحضور لاكتساب الخبرات بشكل مباشر مع الكتاب والأدباء إلا أنك لم تكن فى حاجة للحضور كى تنشر أعمالك القصصية أوالشعرية أوالنقدية فى جريدة المساء، فقد كان طابع البريد والخطاب الذى سترسله هوالسفير الحقيقى لك، لأنك بالطبع فى أيدى أمينة تقرأ بموضوعية وبعين محبة ومشجعة وداعمة لكل موهبة حقيقية أصيلة، لقد كان الأستاذ جبريل قادرا على أن يكتشف تلك المواهب المرسلة والمحبوسة داخل مظروف البريد فيطلق لها العنان ويفتح لها أبواب الحرية نحوكتابة أرحب ونشر أوسع وطريق منير للبدء الحقيقى للولوج لعالم الأدب.

لن أنسى أننى ظللت أراسله لمدة عامين من مدينة المحلة الكبرى دون أن يعرفنى شخصيا أويرى وجهى مرة، وحين جاء لقصر ثقافة غزل المحلة سأل عنى فأشاروا له على، ومن ساعتها ولم تنقطع المحبة والصداقة القوية العميقة بيننا، وصرت من مريدى الرجل حتى الآن، لا يصدر عملا إلا وكنت من أول المسارعين للقراءة بشغف ومحبة كبيرين، كانت روايات محمد جبريل بالنسبة لى واحدة من مصادر المتعة والمعرفة المهمة لعوالم لم أكن أعرفها أوأعرف عنها القليل، كانت كل رواية تحمل متعة وفكرة وآفاقا جديدة بالنسبة لى تدفعنى نحوالمزيد من المتابعة لكل أعماله وانتظار الأعمال الجديدة له.  سيظل الروائى محمد جبريل واحدا من الآباء المحبين والداعمين الذين قاموا بدور كبير فى الكشف عن العشرات من المواهب الحقيقية ودعمها والوقوف معها حتى نمت وترعرعت وصارت كيانات مهمة فى شجرة الإبداع فى هذا الوطن، فهل يقف معه الوطن والمسئولون عنه ليردوا جزءا ولويسيرا مما قدم لأبنائه الكتاب؟هل يجد من يمد له يد التقدير والعرفان لكل ما فعل فى الصحافة والأدب؟هل تعرف جائزة الدولة من استغنى وتعفف ولم يتصل يوما بأحد كى يقول لهم إنه فعل كذا وكذا، لدى أمل كبير أن تعرف جائزة الدولة قدر الرجل فى قادم الأيام؟!