نهاية الأوبئة
فى يناير عام 2018, صدر كتاب مهم بعنوان «نهاية الأوبئة - تهديد البشرية وكيف يمكن إيقافها» The End of Epidemics: The Looming Threat to Humanity and How to Stop It للدكتور جوناثان كويك المتخصص فى الصحة العامة والمحاضر بجامعة ديوك بولاية كارولينا الشمالية. يستعرض الكتاب تاريخ الأوبئة وكيف تم استئصال بعضها تمامًا مثل الجدرى...كيف مرت على البشرية أوبئة وأمراض مثل الإنفلوانزا الآسيوية والسارس والإيبولا والإيدز...الخ.
يقوم الكتاب ايضا بتحليل الجهود المحلية والعالمية لمكافحة الأوبئة ومقاومتها فى مهدها أحيانا وذلك بالسيطرة عليها قبل أن تتحول إلى وباء...لديه فى الكتاب سبعة محاور للعمل يسميها قوة السبعة The Power Of Seven وذلك لإنهاء الوباء قبل أن يبدأ منها أن يتم العمل والاعتبار كأن المصيبة قد وقعت بالفعل كما يثمن التواصل والتعاون بين الدول والمؤسسات الصحية وضرورة البدء فى التجارب السريرية للعلاج جنبا إلى جنب مع جهود اكتشاف علاج ومصل وضرورة استمرار حملات التوعية وإجراءات الحظر الاحترازية والتباعد الاجتماعى وعزل المناطق المصابة...الخ.
يعود الجميع الى قراءة الكتاب مرة أخرى هذا العام...ربما لم يهتم به احد الاهتمام الكافى عندما صدر فى بداية عام 2018...أما الآن فالجميع فى حالة ترقب...الدول والمؤسسات والأسر والأفراد....متى تستقر معدلات الإصابة ثم متى تأخذ مسارها نحوالانخفاض.
مايمر به العالم هذه الأيام هواختبار حقيقى للتعاون والتواصل السريع بين الأمم والمؤسسات كما أنه اختبار كبير للتقنيات الحديثة المستخدمة فى تحليل البيانات ووضع سيناريوهات للتحرك وبالطبع هوأيضا تحدى كبير أمام منظومات البحث العلمى والبحوث والتطوير فى مجال اكتشاف الامصال والعقاقير الدوائية.عودة الحياة الى سابق عهدها سيتم تدريجيا مع قياس تأثير ذلك الرجوع مع الوضع فى الاعتبار أن ممارسات الناس لن تعود لسابق عهدها على الأقل فى المرحلة الأولى والتى لابد وان تتسم بالحذر والانتباه وأيضا استخدام أدوات التعقيم واستمرار التباعد الاجتماعى قدر الامكان.
من الامور المهمة أيضا وربما يمكن ان نطلق عليها «الدروس المستفادة» هوعدم اعتبار هذا الوباء هو نهاية المطاف والا نتوقع ان يكون الوباء القادم بعد مئة عام كما تشير بعض إحصائيات الماضى...فالتسارع الشديد الذى تتجه به البشرية نحوالمستقبل يرشحها بشدة للتعرض للعديد من التحديات فى المستقبل القريب وهو أمر يجعل تعديل خطط الأزمات والكوارث على المستويات المحلية والإقليمية والدولية أمر فى غاية الأهمية والخطورة أيضا الا يتم الاهتمام بهذه الأمور وخاصة ماهو مرتبط بالإنفاق قبل الأزمة وهو الذى يوفر الكثير من الوقت والجهد وقت حدوث الأزمة ويقلل من آثارها السلبية ويحقق سرعة فى التعافى والعودة إلى الحالة الطبيعية.