الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أحياء فى الأرض والسماء

أحياء فى الأرض والسماء

كثير هم من يكرهون هذا الوطن.. فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا.. يخططون ويدبرون وينفقون المليارات من أجل هدم مصر.. يسخرون أعوانهم من شياطين الإنس لكسر إرادة هذه الدولة، ولكن هيهات هيهات.. يشاءون ويشاء الله والله يفعل ما يريد.. بضربة واحدة وعلى مدار 10 أيام ماضية نجحت الدراما الوطنية المصرية من خلال مسلسل الاختيار فى جمع قلوب المصريين على كلمة واحدة وهى الوطن وجاءت العملية الخسيسة الأخيرة فى سيناء لتؤكد لجميع المصريين أن هؤلاء الخارجين عن الدين والإسلام قد باعوا أنفسهم للشيطان وقد تمكن الشيطان منهم فأصبحوا على الباطل وأمسوا على الحقد والغل والكراهية للدين والوطن والناس.



أتذكر ونحن فى أيام مباركة من هذا الشهر الفضيل وذكرى العاشر من رمضان السادس من أكتوبر عام 1973 عندما أفتى الإمام الأكبر عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الشريف بوجوب الفطر لرجال قواتنا المسلحة خاصة الجنود الذين عبروا قناة السويس وجاء الرد من أرض المعركة لجنودنا البواسل بأن موعد إفطارنا سيكون فى الجنة بإذن الله وهنا يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى عندما استشهد أبطالنا من جنود وضباط فى العملية الإرهابية الأخيرة  وهم صائمون وقد استقبلتهم ملائكة الرحمة وقد فتح الله لهم «باب الريان» وهو أحد أبواب الجنة يدخل منه الصائمون وبعد أن دخلوا تلقاهم الأنبياء والصالحون تسرح أرواحهم فى حواصل طيور خضر تطير ما شاء الله لها أن تطير حتى ترتقى فى الجنة ما شاءت، هنا يتنزل عليهم قول الله عز وجل: «ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين».

إنها لحظات السعادة والفرح.. الناس تبكى والشهيد يضحك ،الناس فى فزع والشهيد فى الجنة يرتع.. إنها لحظات لا يدركها أى إنسان فهى لمن اختارهم الله واصطفاهم فى الآخرة..

لحظات يعجز القلم عن كتابتها أو وصفها.. وصدق الحق عندما أخبرنا عن هؤلاء الشهداء فى قوله تعالى: «إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا».

إن الشهداء من رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة مثال مشرف لرجال الوطن الأوفياء الذين نزروا أرواحهم فى سبيل الدفاع عن أرض مصر وترابها خاصة فى سيناء المباركة.

إن الله يبعث الشهداء يوم القيامة حاملين أسلحتهم يجلسون حول العرش فتأتيهم الملائكة بالياقوت والذهب والسندس والاستبرق يركبون خيولا من الجنة يسيرون عليها ما يشاءون حتى ينظر الله إليهم نظرة رضا وهو يضحك لهم وإذا ضحك الله إلى عبد فى موطن فلا حساب عليه فطوبى لمن استشهد فى سبيل الله دفاعا عن أرضه ووطنه وعرضه وصدا لهؤلاء الغادرين الذين لا يعرفون دينا ولا وطنا.

الغدر طينتهم.. أشرار الخلق.. سفهاء الأحلام وكما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ «يأتى فى آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم فى الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم  فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم له أجر يوم القيامة»..

تحية إلى أرواح الشهداء الأبرار أينما حلت أرواحهم الطاهرة.. تحيا مصر.