الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
علو الهمة

علو الهمة

على كل منا أن يسأل نفسه ويحاسبها ماذا قدم لدينه ولوطنه ولمجتمعه ولمؤسسته ولأهله ولنفسه، ذلك أنه لن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق فى أمور دنيانا، فإن تفوقنا فى أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا، ولا يكون هذا إلا بإتقان العمل وبعلو الهمة، فعلو الهمة جزء من ثقافتنا، وجزء من وطنيتنا، وجزء من حضارتنا.



إننا شعب يمتلك حضارة تضرب فى أعماق التاريخ لأكثر من سبعة آلاف عام، وديننا دين العمل والجد والاتقان، لذا ينبغى أن نكون أصحاب همة عالية وإرادة قوية، فرجل ذو همة يحيى الله (عز وجل) به أمة، أو دولة، أو مؤسسة، فالمعلم فى مدرسته، والطبيب فى مشفاه، والعامل فى مصنعه، والأستاذ فى جامعته، ورئيس القرية فالمدينة فالمحافظة وسائر المؤسسات على كل منا أن يعمل على الرقى والنهوض بالمكان الذى استخدمه الله فيه.

ومن أعلى درجات الهمة، الهمة فى خدمة المجتمع، وإعانة الضعيف، وإغاثة الملهوف، وقضاء حوائج المحتاجين، والنجدة والشهامة، فعن سيدنا أبى ذر (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال: « ليس من نفس ابن آدم إلا عليها صدقة فى كل يوم طلعت فيه الشمس»، قيل: يا رسول الله ومن أين لنا صدقة نتصدق بها؟ فقال: « إن أبواب الخير لكثيرة : التسبيح، والتحميد، والتكبير، والتهليل، والأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر، وتميط الأذى عن الطريق، وتسمع الأصم، وتهدى الأعمى، وتدل المستدل على حاجته، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف، فهذا كله صدقة منك على نفسك».

إن ديننا دين الهمم العالية وتاريخنا وحضارتنا تتطلب منا أن نكون أصحاب همة عالية، والله يأمرنا أن نكون أصحاب همم عالية، وعلينا أن ندرك أن إتقان عملنا سيكون سر تقدم وطننا، وأن ندرك أن إرثنا الحضارى يدفعنا لذلك دفعًا، وعلينا بالإيثار لا الأثرة، فما استحق أن يولد من عاش لنفسه، مؤكدًا أهمية علو الهمة فى العبادة وفِى العمل وفِى عمارة الكون وفِى خدمة الدين والوطن والمجتمع.