كورونا .. وتستمر الحياة

مهمتى كصحفى أن أرصد كل مايدور حولى وما تقع عليه عينى .. فى طريقى أتفقد وجوه الناس.. أتحسس السعادة فى وجوه البعض والتشاؤم فى وجوه أخرى خاصة فى هذه الفترة التى تمر على المصريين وكل شعوب الأرض نتيجة فيروس كورونا.. رغم الحزن المرسوم على وجه الكثيرين من البشر فى كل أنحاء الدنيا خوفا من فتك الكورونا بهم إلا أن هناك أطياف أخرى من الناس يثقون فى رحمة الله ولطفه بعباده .. الخوف من الموت والخوف من المستقبل والتفكير الطويل بالليل والنهار ووضع الخطط الدنيوية للكثير منا كبشر يؤدى إلى تدمير الجهاز المناعى فى الجسم والذى يعتبر خط الدفاع الأول هذه الأيام فى مواجهة نوعية من أشرس الفيروسات التى ضربت الأرض فى السنوات الأخيرة من عمر هذا الكون.

أعرف الكثيرين من الأصدقاء الآن  يكسوهم الرعب إذا ما عطس أحد بجوارهم وإذا ما عرف أن جارا له فى نفس العمارة أو الشارع قد أصيب بالفيروس .. القصة باختصار شديد أن الأعمار والأنفاس المعدودة لكل إنسان كتبت من الأزل فى اللوح المحفوظ عند مليك مقتدر فلا داعى للقلق .. نأخذ بالأسباب ونتوكل على الله ويجب أن نعلم جيدا أن أحوالنا أفضل بكثير من غيرنا لا يوجد عندنا حتى الآن أزمات فى الغذاء والسلع الاستراتيجية ومعظم مقومات الحياة الطبيعية موجودة فى بلدنا والحمد لله.

رغم العديد من المشاكل الغذائية التى نسمع عنها فى الكثير من الدول الآن نجد أن مصر قد حققت فائضا كبيرا فى الكثير من المنتجات والحاصلات الزراعية من هنا جاء تخطيط دولة 30 يونيو تحسبا لما هو حادث الآن فى العالم ومقولة من لا يملك قوت يومه، لا يملك حرية قراره.. كان الشعار الملهم للقيادة السياسية وعلى مدار 5 سنوات مستمرة استطاعت الدولة إقامة عدد كبير من المشروعات القومية الكبرى فى مجال الزراعة والثروة الحيوانية ولذلك تذهب إلى الأسواق فى أى مكان تجد ما تريده دون عناء أو التعرض لجشع التجار كما كان يحدث فى سنوات سابقة. 

مشروع 100 ألف صوبة زراعية ومشروع المليون رأس ماشية ومشروعات المزارع السمكية فى كفر الشيخ وقناة السويس وإعادة بحيرات مصر إلى عهدها الذهبى لم يأت من فراغ وإنما جاء بناء على تخطيط مدروس يمتد لسنوات مقبلة حتى يأتى علينا يوم من الأيام لا نحتاج إلى أحد  ويصبح لدى مصر اكتفاء ذاتي من كل شىء يحتاجه المواطن.

عملية الاكتفاء الذاتى من الخضروات والفاكهة والمحاصيل الزراعية فى ظل أزمة طاحنة تهدد العالم إذا ما خرج فيروس كورونا عن السيطرة تقف مصر بكل ثقة لتواجه قضية  الأمن الغذائى المصرى بجدارة ودون خوف من المستقبل.

  نحتاج فى هذه الفترة إلى المزيد من الوعى ومن الصبر ومن الوقوف خلف الدولة التى لن تتأخر عن المصريين .. الوضع الراهن فى مصر وفى كل أنحاء العالم مقلق وغير مطمئن ودولة 30 يونيو بفضل الله عملت بكل قوة فى فترة وجيزة حتى ينعم الناس بالأمن والاستقرار.

لا خوف من المستقبل فالأمر كله بيد الله سبحانه وتعالى وتظل مصر فى رعاية الله وحفظه مهما كره الكارهون.. تحيا مصر.