الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نقد الدولة.. وسلوك المواطن

نقد الدولة.. وسلوك المواطن

فى الأزمات ونوائب الدهر تظهر معادن الرجال وتتكشف حقائق الناس داخل المجتمعات.. أتابع عن قرب فى ظل أزمة كورونا ما تقوم به الدولة من خلال إدارة ملف هذه الأزمة الطاحنة التى ضربت أقوى دول العالم على مدار الشهور الماضية.. دول كثيرة تعانى من مشاكل لا حصر لها فى علاج مواطنيها ودول أخرى يسودها اضطرابات عاتية تنذر بعواقب وخيمة من المحتمل أن ينتج عنها عمليات من السلب والنهب وبالتالى تدمير شامل لسنوات طويلة مقبلة.



الكل يعلم جيدا من خلال التجارب العملية أن بناء الدول يتطلب سنوات من الجهد والعرق والسهر.. أما الخراب والتدمير ما أسهله، هذا الكلام هو مقدمة لابد منها حتى ندخل فى صلب موضوع هذا المقال.

الدولة تدير هذا الملف بضمير لأن صانع القرار أو بمعنى أشد دقة أن القيادة السياسية لا تخشى غير الله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بصحة الناس وحمايتهم من الأمراض وما نعيشه الآن هو وباء لا يفرق بين أحد من البشر، غنيا كان أو فقيرا، وهذا واضح للجميع.. من الممكن أن يعترض البعض على ما أقول، لكن أنا أكتب عن يقين ومن خلال مشاهدات ووقائع سابقة تتعلق بعدد كبير من المبادرات الإنسانية والاجتماعية والصحية التى قدمتها دولة 30 يونيو للمصريين منذ عام2014 وحتى نهاية العام الماضى.. من تلك المبادرات حتى لا ننسى القضاء على فيروس سى وتقديم العلاج إلى الملايين من المرضى المصريين وإجراء مسح شامل لمعظم الشعب المصرى وبتكاليف تخطت المليارات من الجنيهات رغم أن دولة 30 يونيو لم تكن مطالبة بعلاج مرض أكل أكباد الناس منذ ما يقرب من 50 عاما وقد وضعت الدولة خطة تستهدف الوصول إلى 50 مليون مصرى بحلول عام 2020، قبل اجتياح فيروس كورونا للعالم  حتى إن الرئيس السيسى دائما ما كان يردد أن مصر ستصبح خالية بإذن الله من فيروس سى نهاية هذا العام.

لن أتحدث طويلا لكى أذكركم أن الدولة وضعت الملف الصحى للناس ضمن أهم أولوياتها رغم التدنى الذى عاصرناه لسنوات داخل المستشفيات ومعظم المصريين لهم تجارب فى هذا الشأن، فالدولة لديها طموح أن تصل الخدمات الطبية المقدمة لكل المصريين إلى درجة تليق بهم.. هنا أتوقف حول بيت القصيد وهو الضمير ومخافة الله قبل مخافة الناس وأن القيادة التى تحملت مسئولية استقرار هذا الوطن والعبور بهذا البلد إلى بر الأمان رغم كل الصعاب والتحديات والشائعات والمؤامرات المستمرة إلى يومنا هذا يتضح لكل عاقل وكل منصف أن الدولة تحملت وتتحمل الكثير حتى ترتقى بهذا الوطن إلى عنان السماء.

صحيح أن جائحة كورونا جاءت لتعوق خطط التنمية للدولة وكل دول العالم ولكننا فى مصر بفضل الله سبحانه وتعالى أفضل حالا بكثير من دول أخرى فى المنطقة وحتى فى نطاق الدول العظمى.. عندنا مشاكل فى المستشفيات لا أنكر، لدينا أعداد كبيرة من المصابين لا أنكر، لكن فى نطاق السيطرة الكاملة والآمنة حتى الآن. 

رغم الوضع الحالى لأزمة كورونا فى بلدنا هناك أخبار مفرحة ومطمئنة، فمصر استطاعت فرض نفسها بقوة فى مجال تصدير الحاصلات الزراعية خلال الثلاثة شهور الماضية، فقد صدرنا ملايين الأطنان من الفاكهة والخضروات ولا نشعر مطلقا بما يشعر به غيرنا فى العالم من صعوبة الحصول على الطعام وبأسعار فى متناول الجميع.

الواقع والصحيح فى أزمة كورونا أننا يجب أن ننتقد أنفسنا قبل نقد الدولة والحكومة، عندما نشاهد كل هذا الاستهتار واللا مبالاة فى إقامة الأفراح والعزومات والازدحام داخل الأسواق وكثرة الاختلاط الزائد عن الحد وإقامة سرادقات العزاء والخروج دون سبب حتى وصل الأمر أن مريضا بالكورونا يعلم حقيقة مرضه وخرج يسلم على الناس وكأن شيئا لم يحدث.. هنا أتوقف وأقول لكل مواطن من هذه الفئة انتقد سلوكك أولا قبل أن تنتقد الدولة.. تحيا مصر..