الثلاثاء 23 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
للوطن رجال.. تحيا مصر ٢

للوطن رجال.. تحيا مصر ٢

المعركة الوجودية  للدولة الوطنية المصرية فى هذا التوقيت مختلفة تماما عن أى معارك خاضتها فى العصور والعهود  والسنوات الماضية.. المعارك المصرية كانت فى السابق لحماية الحدود والدفاع عن الأرض أو  استرداد ما استولى عليه الأعداء قديما أو  حديثا  مثلما حدث فى ٦٧ من احتلال العدو لأراضى سيناء.. 



هناك عبارة أقف عليها طويلا بعد أن حاو لت مصر أن تنطلق إلى رحاب أوسع وأن تضع لنفسها خطا مستقيما على طريق  العالمية وسط الانهيارات العربية التى ضربت كثيرا من دول الأشقاء حولنا..  يقول المفكر والمؤرخ العظيم جمال حمدان :«إن ما تحتاجه مصر أساسا إنما هو ثورة نفسية، بمعنى ثورة على نفسها أولا وعلى نفسيتها ثانيا أى تغيير جذرى فى العقلية والمثل وأيديولوجية الحياة قبل أى تغيير حقيقى فى حياتها وكيانها ومصيرها ثورة فى الشخصية المصرية وعلى الشخصية المصرية ذلك هو الشرط المسبق لتغيير شخصية مصر وكيان مصر ومستقبل مصر.» من هذه العبارة انطلقت مصر سائرة على نفسها منذ ٧ سنوات فى 

٣٠ يونيو ٢٠١٣ لم تخرج لتحرق أو  لتقتل أو  لتحصل على مكاسب شخصية لفصيل سياسى يسعى إلى السلطة وإلى الحكم منذ أيام المرشد الأول حسن البنا وهذا ما تم بالفعل فى ٢٠١١.. لفظ الشعب خبث مؤامرة  يناير باقتدار وبحكمة إلهية عظيمة جعلت من خططوا ودبروا فى حيرة شديدة كيف نجت  مصر من كل هذا الخراب والدمار الذى وقعت فيه فى البداية وخرجت من المؤامرة الكبرى  أقوى بكثير عسكريا واقتصاديا وتنمويا .. وللأسف ما زالت دول أخرى عربية هدمت وشردت شعوبها وانتهت من الخريطة العربية والدولية إلى أجل يعلمه الله .

صنعت الدولة الوطنية للجمهورية الثالثة بعد ثورة ٣٠ يونيو دولة جديدة قامت من العدم.. كل يوم يقف أعداء مصر بالورقة والقلم يرصدون ما نفعل وما ينفذ من مشروعات تنموية ترفع أسهم الدولة المصرية على الساحة الإقليمية والعالمية تمثل هذه التحركات وتلك الخطط خطرا عظيما على مصالح  القوى التى كانت وراء مؤامرة يناير ٢٠١١. 

من هذا المنطلق تجمعت عصبة من دول الشر لا تريد خيرا لمصر وشعبها تسعى بكل قوة لتهديد مصالحنا الاستراتيجية فى كل اتجاه وانظروا معى للأخطار التى تهددنا من حدودنا الغربية وعمقنا الاستراتيجى مع ليبيا الشقيقية ومن الشرق فى سيناء وفلول لا تنتهى من الإرهاب  ومن العمق الجنوبى حيث الحياة أو  الموت و حقوقنا الأبدية فى مياه نهر النيل وكيف أن تلك القوى الظلامية لم تترك حتى البحرين الأحمر والمتوسط دون مؤامرة للاستيلاء على ثروات الشعب والأجيال القادمة.

التحديات التى نتعرض لها هذه المرة لم يسبق لها مثيل ولم يذكر التاريخ حديثا أو قديما أن تعرضت دولة فى منطقتنا العربية لكل هذه المؤامرات العاتية  كلها تريد إزاحة مصر من طريقها كما فعلت فى الدول العربية التى انتهت جيوشها بعد الخريف العربى.. إلى كل المصريين الشرفاء وليس الخونة أو العملاء والطابور الخامس فى الداخل والخارج من منكم يستطيع تحمل كل هذه الأخطار وهذه المخططات التى تدبر لنا كل ساعة وكل يوم من ٣٠ يونيو وحتى الآن.. كان الله فى عون الرئيس السيسى ومن يتحملون معه المسئولية.. هم يدبرون ولله تدبير آخر «كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون فى الأرض فسادا» يحاولون جرنا إلى معارك فى جبهات متعددة  لإنهاك جيشنا فى ليبيا بعد أن وصل إلى قوة لها تصنيف فى الترتيب العالمى للجيوش النظامية بعد ٣٠ يونيو بالإضافة إلى استنزاف قواتنا فى سيناء بعد القضاء على حكم الجماعة الإرهابية والتى جاءت لتنفيذ ما يريدون دون عناء .. وتبقى معركة الحياة والموت والتى بدأتها إثيوبيا من خلال سد المؤامرة لقطع المياه عنا كل هذا وأكثر وما زال بعض من المصريين الذين لا يدركون خطورة الوضع والظرف  الراهن الذى تتعرض له  هذه  الدولة وهذا الشعب.. فى النهاية لن نجر ولكننا سنرد وبكل قوة على من يتعدى علينا  المعركة مستمرة وللحديث بقية..  تحيا مصر.